مع بداية كل سنة , نفتح صندوق عجائبها , هذه عادة درجنا عليها إذ كنا صغارا , وهذا الصندوق ليس صندوقا بالمعنى الحسي , بل هو صندوق الأمنيات , وهو أيضا ما نودع فيه أياما مرت بحلوها ومرها لذكرى علها تنفع.
نودع عام 2012 وقد كانت أيامه أطول منه , ليس فيها الا كل ما هو صعب , سياسيا لكنه إقتصاديا كان أشد مرارة فلم يمر على هذا البلد أصعب منه منذ أزمة 1989 , ونتمنى أن لا تأتي السنون بما هو أصعب منها سنة « كبيسة « بكل ما تحمله الكلمة من معنى , ففيها عانت الدولة وعانى معها المواطن , فإنقطع الغاز وإرتفع النفط , وفيها تضخم العجز وإرتفعت الأسعار وجمدت المداخيل , لكن ما هو أسوأ كان في إختلاط المفاهيم وشيوع الشك والريبة وتصاعد لغة الإتهام , في ظل ربيع فقد إسمه , قبل أن يأفل عائدا الى شتاء قاتم , للمرة الأولى نرى فيها سنة يسبق ربيعها شتاءها.
فتحنا صندوق العجائب لسنة 2013 , ونحن نجر خيوط التفاؤل بعد سنة مشحونة وقاسية , مشحونة بالقسوة ومغلفة بلغة ساخطة تصاعدت فيها أعمدة الشك والريبة تكسرت آمالها على صخرة الواقع المختلط وكأن « الرحمة « قد سحبت من لياليها , فاستبدل الحوار بالإشتباك , وإستبدل حسن الظن بسوئه.
في صندوق عجائب العام الجديد , ثمة بريق يدعو الى التفاؤل , فالإقتصاد يخرج من عنق الزجاجة , وقد كانت أزمته جل المشكلة ومنها بدأت واليها ستنتهي.
يثير الإقتصاد الأردني الإعجاب , فهو يخرج من أزمة , أوشكت فيها دول على الإفلاس , فيعيد بناء أعمدته الرئيسة , فيجتاز تداعيات رفع أسعار المحروقات , وينحي تأثير عجز الموازنة الكبير وظلال المديونية المقلقة , فتنمو السياحة وترتفع حوالات العاملين بالخارج وينمو رصيد البنك المركزي من العملات الصعبة في ختام سنة صعبة , ويحرز إتفاقا متوازنا مع صندوق النقد ممثل الدائنين , ويفك لغز المنح والمساعدات , بينما لجأت إقتصادات أخرى الى الإنكفاء والجمود يذهب بثقة الى وضع خطط تنموية طموحة في المحافظات ويتحدث بلغة واثقة عن مشاريع كبرى في السكك الحديدية وموانيء الغاز والطاقة النووية والنقل النموذجي ومشاريع المياه والطاقة البديلة.
الإقتصاد الأردني في سنة 2013 يبدأ هجوما معاكسا , فتقر الحكومة موازنة بإنفاق رأسمالي كبير , لتمويل مشاريع ضخمة وممتدة , وتعلن الحكومة عن برنامج تشغيل وطني واسع , وترسخ أليات الدعم المباشر للمواطن بدلا من السلعة وفي الأثناء تحمل على كتفها مسؤولية إعالة 300 ألف لاجيء سوري شقيق , والعدد الى زيادة.
الإقتصاد يبدأ في سنة 2013 حربا مفتوحة على المؤشرات السلبية , في التنافسية والإستثمار والتعليم والخدمات والأعمال , في طريق مليء بالمفاجآت غير السارة.
في صندوق عجائب سنة 2013 , ثمة ورقة تحذر من الجرأة على التوسع في الإقتراض الخارجي غير المحسوب وقد فاض إناء الإقتراض الداخلي , لكن التحذير الأكبر يكمن في تصادم قطار الإصلاح بقطار المفاجآت القادم بسرعة على سكة الإقليم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو