بعد 'جريمة'يوم السبت الماضي، التي إرتكبتها زمرة إرهابية لا يمكن إلا أن تكون مرتبطة بتنظيم'داعش'في سوريا المجاورة والشقيقة، من المفترض أن يكون هناك تريث مدروس لفتح الحدود الأردنية – السورية فالأمور في هذا البلد المجاور لم تحسم نهائياً بعد والواضح أنها ستبقى على ما هي عليه بل وأسوأ كثيراً لفترة مقبلة بعيدة فالامور هناك لا تزال معقدة جداًّ وهناك مستجدات متوقعة تجعل الإسراع في فتح الحدود مغامرة من المؤكد أن عواقبها ستكون مكلفة ووخيمة.
الآن وطالما أن'داعش'لا يزال يسرح ويمرح ومعه غيره من التنظيمات الإرهابية، كلها: 'بنادق للإيجار'، من المفترض أن يتريث الأردن في فتح حدوده الشمالية لأن فتح هذه الحدود بينما لا يزال يتلقى تهديدات بنقل ما جرى وما يجري في سورية إليه لا يمكن إلاّ أن يكون مغامرة غير محسوبة العواقب وبخاصة وأن هذه الحدود بقيت تشكل وفي العهود والمراحل المتلاحقة السابقة الخاصرة الرقيقة والضعيفة للدولة الأردنية .
لا شك في إن إغلاق هذه الحدود، التي كانت أغلقت مرات عدة خلال السنوات الماضية القريبة والبعيدة، يضيف إلى أعباء الأردنيين الإقتصادية المزيد من الأعباء ولكن ما العمل طالما أن فتحها بينما قواعد الإرهابيين في هذا البلد المجاور الشقيق لا تزال تحظى برعاية رسمية، وبرعاية الروس ورعاية الإيرانيين وبصمت أو تخاذل، لا فرق، من قبل الولايات المتحدة وأغلب الظن وربما من قبل تركيا!!.
إن المعروف أن الحدود بين أي بلدين متجاورين ليست في إتجاه واحد وإنما في إتجاهين متعاكسين مما يعني أن فتح الأردن لحدوده مع سورية سيسهل على الطرف الآخر نقل بضاعته الإرهابية إليه، أي إلى المملكة، وهنا فإن على من يستبعد هذا وبخاصة من الأردنيين أن يعود لحيثيات ما كان يجري سابقاً ولاحقاً عندما كانت التهديدات الفعلية والكلامية لهذا البلد تأتي عبر هذه الحدود.. وهذا كان قد تم خلال العهود المتلاحقة قبل حكم حافظ الأسد وحكم ولده وقبل ذلك في عهد عبدالحميد السراج زمن الجمهورية العربية المتحدة.
وهكذا ومرة أخرى ورغم أن هناك مصلحة أردنية حقيقية في فتح هذه الحدود فإنه لا بد من التأني لأن في'التأني السلامة'ولأن تبعات إتخاذ أي خطوة متسرعة في هذا الإتجاه قد تكون مكلفة جداًّ وبخاصة على صعيد الأمن الذي هو رأسمال دول هذه المنطقة فالإرهاب لا يزال في كامل لياقته و'داعش'، الذي لا تزال قواعده منتشرة في العديد من المناطق السورية وبعضها بالقرب من الحدود الأردنية لا يزال 'أصحابه'الذين يستخدمونه كأحد'أذرعتهم'الضاربة، يستهدف المملكة الأردنية الهاشمية.. مما يجعل الحب من طرف واحد في هذه المعادلة المزعزعة ليس مكلفا جداًّ وفقط بل هو إنتحار سياسي وأمني.. وقد يصبح، إذا لم نأخذ في إعتبارنا أسوأ الإحتمالات، وجودي وبكل معنى الكلمة لا سمح الله!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو