رائد سليمان الخشمان - الفوز الذي تحقّق ليلة أمس كان ضرورياً لتتويج مرحلة مهمة من تاريخ الكرة الأردنية، إتسمت بتولّي المدرب العراقي عدنان حمد خلال فترة أربع سنوات- فله منا كل الشكر والتقدير على ما قدّم - وتميّزت بالعديد من الإنجازات المهمة وخاصة تأهل المنتخب الى نهائيات آسيا والمشاركة الناجحة في النهائيات في قطر، وأخيراً المشاركة الجيدة في تصفيات كأس العالم، وأيضاً حدثت بعض الكبوات التي كان من الممكن تجنّبها لو أحسن الجهازين الفني والاداري التعامل معها، أو قام الأتحاد بمسؤولياته كما يجب. لكن ارتجالية الاتحاد وعدم مرونة عدنان حمد في التغيير والتجريب، كلها عوامل ساهمت بحدوث بعض الكبوات المخيفة والمحبطة لكل أركان اللعبة. وأدت الى تذبذب نتائج المنتخب وتباينها بصورة غريبة.
وسأعرّج على بعض النقاط في هذه العجالة، لعل وعسى أن نستفيد من أخطاء الماضي في صناعة مستقبل مشرق للكرة الأردنية، وتحقيق الحلم الأردني (والعربي الآن) برؤية المنتخب العربي الآسيوي الوحيد المتبقي في سباق التأهل لنهائيات كأس العالم.
أولاً: تعامل الاتحاد بمنتهى اللامهنية عندما أضطر وفد منتخبنا للسفر الى اليابان متأخرين بعد مواجهة العراق، متنقلين من مطار لآخر ومن خطوط جوية لأخرى. وكان من الأولى توفير طائرة خاصة من الملكية الأردنية لتقل لاعبي المنتخب بعد ساعات قليلة من نهاية المباراة الى اليابان مباشرة، وذلك من أجل تأمين وصول اللاعبين هناك بأبكر وقت ممكن للتغلب على فارق التوقيت الزمني ولتوفير عنصر الراحة والتكيّف مع الأجواء هناك.
ثانياً: يلاحظ غياب أو عدم فعالية التحضير النفسي لأفراد المنتخب، فهم دخلوا وكأنهم لا يعرفون شيئاً عن كرة القدم أمام اليابان وأمام أستراليا. فكانت الرهبة تسيطر عليهم ولم يقدموا 30% من مستواهم، مما أدى الى الخسارة بقسوة أمامهما. وهذا سببه عدم خوض مباريات تجريبية على مستوى عالي مع منتخبات عالمية أوروبية أو من أمريكا الجنوبية. وكتب الكثير من المحللين، وطرحت الكثير من الآراء التي تنصح الأتحاد والمدرب بذلك دون جدوى على مدار العامين الماضيين. فأن تخسر بنتيجة كبيرة في مباراة ودية أمر أهون وأخفّ ضرراً من أن يحدث ذلك خلال المنافسات.
ثالثاً: المدير الفني كان كثير التردد في إحداث أي تغييرات في تشكيلة المنتخب، بحجة المحافظة على إستقرار الفريق. ولو أنه تحلّى بالشجاعة وأحدث تغييرين أو ثلاثة ما كان ذلك ليؤثّر سلبياً على أداء المنتخب. كما أن شعور بعض اللاعبين الأساسيين بالثقة بعدم تغييرهم ساهم بضعف التنافس مع الأحتياطيين وقتل الروح عند بعضهم. وحاول المدرب تقديم بعض الوجوه الجديدة خلال فترة توليه المسؤولية، فنجح في البداية ولكنه فشل في السنتين الأخيرتين. فلاعبين مثل محمد مصطفى وسعيد مرجان لم يعوّضوا غياب حسن عبدالفتاح وحاتم عقل وبهاء عبدالرحمن وكانوا نقاط ضعف واضحة استغلّها الخصوم جيداً. في حين لاحظنا تردد كبير من المدرب في اشراك خليل بني عطية، فتارة يخضع لآراء المحللين ويشركه في مركز الوسط الأيمن وتارة يعود الى رأيه ويصرّ على إشراكه في مركز الظهير المدافع الأيمن.فلم يكفي أن خسرناه في الوسط الأيمن كجبهة فاعلة، بل كان ثغرة واضحة في الظهير الأيمن وسجل اليابانيون (بالذات) والأستراليون العديد من الأهداف عن طريقه. والدليل ما حدث في مباراة عُمان الأخيرة، فعندما دخل عدنان عدوس لعب بمركز الظهير الأيمن، وتقدم خليل بني عطية للوسط، وجاءت التمريرة من عدنان
عدوس لخليل بني عطية الذي مررها بدوره الى أحمد هايل ليسجل. كذلك ظهر جليّاً تجاهل المدرب لجهة الظهير الأيسر والخلل المخيف فيها طوال مباريات التصفيات الأخيرة، في حين أنه كان يملك بديلاً أفضل من الأساسي. وكلنا رأينا كيف أقفل محمد الدميري هذه الثغرة وكان بحق من أفضل لاعبي مباراة عُمان، فشكراً للايقاف الذي منحنا هذا التغيير الحيوي. وفي الوقت الذي كان يجب على المدرب منح فرص أكبر لعبدالله ذيب ورائد النواطير ومصعب اللحام وحمزة الدردور ومحمد الدميري وغيرهم، رأيناه يصرّ على اشراك عامر ذيب وباسم فتحي رغم انخفاض عطاءهم مع الفريق بحكم التقدم في العمر.
رابعاً: كان من الممكن أن يتم المحافظة على اللاعبين المؤثرين في المنتخب أمثال: حسن عبدالفتاح، بهاء عبدالرحمن وأحمد عبدالحليم وعبدالآله الحناحنة، وذلك بالابقاء عليهم خلال المعسكرات واشراف الجهاز الطبي ومدرب اللياقة لإعادة تأهيليهم طبياً ولياقياً حتى يعودوا للمنتخب – لا أن يتخلّوا عنهم. كذلك أستغرب عدم إستدعاء ثائر البواب وشريف عدنان.
خلاصة القول أن الفريق بحاجة الى خطة عمل وإستراتيجية جديدة، تبدأ بتعيين مدرب يتمتّع بخبرات مميزة يستطيع أن يوجد توليفة متماسكة من اللاعبين ويبني على ما تم حتى الآن. وأتمنى أن يكون أحد الأسماء التالية على رأس الجهاز الفني: الروماني ايوان مارين، التشيكي ميلان ماتشالا، أو المصري حسن شحاته. وما يميّز ثلاثتهم أنهم يتمتعون بالجرأة وحُسن التنظيم. فنحن نريد أن نرى فريقاً يمنحنا الثقة ويمتعنا لعباً ونتيجة. لقد آن الأوان أن نبدأ بالتخطيط للمعسكرات والمباريات الودية وتنظيم الرحلات الجوية من الآن في ظل قِصر الفترة بين مباراتي الذهاب والأياب. وأودّ أن أذكّر من يقولون بإن وصولنا للملحق إنجاز، هو مجرد كلام وهم، فالخروج في بداية التصفيات لا يختلف عنه في آخرها، فهل يذكر أحد للبحرين خروجها من الملحق خلال البطولتين الماضيتين كإنجاز؟ لا أعتقد ذلك. فلا إنجاز يوازي أن تتأهل وتلعب في نهائيات كأس العالم، فنحن أمام فرصة قد لا تتكرر كثيراً، ويجب إستثمارها جيداً.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو