على الاميركيين أن «يضبّوا الطابق» تحت عملية الضربة التي اختلفوا في وصفها بين أن تكون تأديبية تشمل فرك أذن النظام السوري وبين أن تكون قوية لاعاقته..فقد باعوا النظام زمناً طويلاً إلى ان أصبحت رهائنه متعددة وامكانية اقتلاعه بالطريقة الاميركية خطرة..ولهذا جاء بوتين الرئيس الروسي في قمة العشرين ليعلم الاميركي درساً عن المنطقة ومخاطر استمرار التفجير فيها وما سيقوده ضرب سوريا من مضاعفات تبدأ بعد الضربة ومن شظايا خطيرة سوف تتطاير لتدخل الى الصراع والحريق قوى عديدة غير منظور نتائج تفاعلاتها ودخولها..
بدا لي أوباما كتلميذ في الصف الأول يجلس للاستماع لتعليمات اليوم الدراسي في اليوم الاول حين تحدث بوتين متسلحاً بالموقف الدولي لـ (11) دولة من العشرين اعلنت مواقفها ومستميلاً أكبر حليف للولايات المتحدة وهي بريطانيا ولما أحدثه من صدمة للفرنسيين التي بدأت رؤوسهم تبرد وحتى الألمان راحوا يعطون دروساً في التعقل ويجدون في طابور بوتين والوقوف خلفه ما هو أكثر نجاة لمصالحهم.
لم يتعود العالم أن تكون الحكمة روسية ولم يسبق ان أنصتت الدول الوريثة للمحور أو الحلفاء الى صوت موسكو ومن قبل بهذا التردد فقد كشف بوتين أن نظام الاسد ليس أعزل وان له أصدقاء مستعدين لدعمه وحتى الدفاع عنه بافشال خطط من يريدون ضربه.
والسؤال لماذا صمت الأميركيون ومن ناصرهم طوال ما يقرب من ثلاث سنوات على النظام السوري ليصل الى ما وصل اليه من تقتيل السوريين واستعمال كل أنواع الاسلحة ضدهم؟ ولماذا لم تسلح المعارضة وتمكن بدل أن تدخل قوى التحالف الاميركي على الخط وتباشر بنفسها الضرب الذي لا تجمع عليه قوى عديدة وحتى من المعارضة السورية التي تدرك معنى ان يصل النظام القادم الى سوريا على ظهور الدبابات الاميركية أو عبر صواريخ الولايات المتحدة من توماهوك أو كروز وهي التي ستقتل سوريين في كل الأوضاع بغض النظر عن ميولهم وأفكارهم وانحيازاتهم..
النظام السوري يتمتع بقاعدة شعبية في الداخل يتحالف معها لأن لا أحد عمل على فك ارتباطها عنه أو طمأنتها لمصالحها كما أن بعض اشكال المقاومة أو المعارضة ارسلت رسائل خطرة للسوريين ولدول الجوار وللعالم الذي ما زال يرى في الارهاب الخطر الاكبر امامه.
وللنظام السوري حلفاء واستراتيجيون ينتهوا أو يضعفوا مع سقوطه ولذا فإن مصلحتهم في بقائه لا تقل عن مصلحته نفسه في البقاء وهؤلاء في ايران والعراق وحزب الله في لبنان وحتى في بعض القوى في الشارع العربي قد لا تكون منظمة أو حزبية ظلت ترى في الغزو الاجنبي لسوريا وللبلاد العربية البلاد الأعظم وحالة المستجير من الرمضاء بالنار أو الهارب من عزرائيل ليسلم نفسه إلى قباض الأرواح ولدى هؤلاء حجتهم من العراق وأفغانستان وليبيا ومناطق أخرى من العالم العربي..
التدخل الاميركي العسكري في سوريا سيعيد تدمير المنطقة بشكل لا سابق له وما زال النموذج العراقي ماثلاً وآثاره معروفة وما زالت معاناة العراقيين قائمة بعد عقد من الزمان..
والتدخل المباشر لاسقاط النظام السوري سيجرف الاخضر واليابس ولن يكون الا لمصلحة اسرائيل فالمجتمع الدولي كان وما زال بامكانه وضع حد لتغول نظام الاسد ودمويته بأكثر من طريقة واسلوب وكان يمكن للمجتمع الدولي وخاصة الأنظمة العربية المعنية بمواجهة النظام السوري وحلفائه أن تقدم أكثر وأن تسلح المعارضة وأن تعمل بشكل أكثر حرصاً على الأمن القومي العربي وتداعياته فالمسألة ليست في استئجار «البلطجة» الدولية وتحريضها لضرب السوريين وما يترتب على ذلك لأن الخشية أن الضربة الأميركية والحليفة القادمة ستضرب المقاومة قبل النظام وستمزق سوريا بدل أن تحفظ وحدتها وترابها وستشعل حرائق طائفية وعرقية ظل التدخل الأجنبي هو الزيت الذي يشعلها كما راينا في العراق سنة وشيعة وكما أحدثت التحولات حين وصل الاخوان المسلمون الى الحكم في مصر قبل أن يجري اسقاطهم وبالتالي وقف مشروع الاقتتال الطائفي المستمر في العالم العربي..لا أحد يرحب باحتلال أميركي جديد لسوريا ولكن لا بد من وضع حد لنظام الأسد الدموي وتمكين الشعب السوري من ذلك وليس القفز فوق ثورته وترويضها واجهاضها واعادة انتاج مجموعات عملية تدافع عن الغزو وتحكم في ظلاله وتلك هي الطامة الكبرى ودخول الذئب إلى فراش ليلى وأكل جدتها قبل أن يأكلها..
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو