السبت 2024-12-14 04:25 ص
 

"كشرة الأردنيين" مابين الهيبة وظروف المعيشة

04:17 م

أحمد المبيضين - ما زالت بعض القضايا مهيمنة على بال وخاطر المواطن الأردني في كل حين ووقت ، سواء إن كانت هذه القضايا متعلقة بالفقر والبطالة ورفع الأسعار من جهة ، والوضع العربي المتردي للأسوأ في كل يوم من جهة أخرى ، الامر الذي أدى الى رسم ' الكشرة ' دائماً على وجوه الأردنيين .

ونظراً لما يتمتع به الشعب الأردني من سمعة طيبة في جميع أنحاء دول العالم والذي أصبح كالوسم ' النشمي' او ان الاردن بلد النشامى ، والتميز الذي يحققه الاردني اينما كان متواجداً وعلى كافة مستويات الحياة العملية او العلمية ، الا ان ' الكشرة الاردنية ' أصبحت وان صح التعبيربمثابة الهوية الشخصية لكل أردني ، الا أن الأهم والمثبت للجميع ان هذه الكشرة التي اشتهر بها الاردنيون تخفي وراءها شعب كريم ومضياف ومنفتح على العالم .


ولكن لندخل في صميم هذا الشأن ولو لقليلاً .. كيف للمواطن الأردني ان يبتسم وظروف الحياة تقاهر به حتى ان وصلت لرغيف الخبز ؟ وكيف له أن يبتسم عندما يعلم ان الغاز الذي سيدخل الى منزله مصدره من اسرائيل ؟ وهل من المعقول ان الاردني سيبتسم عند قراءته لتقرير ديوان المحاسبة الاخير ويرى بأم عينيه الأرقام المخيفة والتي تُقر بوجود تجاوزات ومخالفات حكومية أُرتكبت وبغير وجه حق ولم يُتخذ بحق المخالفين الاجراء القانوني المناسب حتى اللحظة؟

ام أنه سيبتسم عندما يعلم ان الحكومة قررت تخفيض أسعار المطاعم الشعبية ، ليتفاجأ بعد أيام وعند شرائه صحن من الحمص وبضع حبات من الفلافل لأسرته ان المطعم لم يلتزم وضرب بعرض الحائط قرار الحكومة ؟ هل يمكن للكشرة ان تختفي من وجه الاردني عندما يضع رأسه على الوسادة لينام وبجيب بنطاله لا يوجد الا القليل القليل من النقود ، والخوف يسكن في داخله من قدوم يوم غد وما يحمل طياته من رفع للأسعار والضرائب ؟

وعلى الصعيد العربي .. هل سيبتسم الاردني عندما يشاهد الأوضاع التي تمر بها في المنطقة من حوله ، وما يحدث في سوريا من قتل وتهجير للشيوخ والرجال والنساء والاطفال وبدم بارد ؟ ام ان الابتسامة ستزرع بوجه الاردني عندما يرى ان العراق أصبح مقسماً وسط ذبح وتوغل للشيعة على السُنة وعلى مرآى أعين العرب أجمع ؟ ام انه سيبتسم عند قرائته للصحف والمواقع الاخبارية ان قوات الاحتلال الاسرائيلية قد منعت مساجد القدس من رفع الاذان ؟ لا والف لا تكتب وتُنطق بها شفاه الاردني ، لأنه كان وبقي وسيبقى الاردني بعروبته المُناصر للقضايا العربية ، والمتأثر بها دوما وقت ما تحدث وأينما ما حدثت .

البروفيسور وخبير الطب النفسي السعودي الاستاذ الدكتور طارق الحبيب ، كان قد قال سابقاً بثلاث تغريدات على صفحته على تويتر، يتحدث فيها عن تحليله للكشرَة الأردنية، ونفسية الأردني.

التغريدة الاولى قال فيها : ' كشرة الأردنيين فعلا هيبة فلا تنتقدوها كثيرا إني أجد فيها رجولة من نوع خاص'.

أما التغريدة الثانية : ' الأردنيون ليسوا مكتئبين كما قال بعضكم بل هم جادون بزيادة ' .

وختم بتغريدته الثالثة قائلاً : ' أعرف نفسيات الأردنيين لأني تتلمذت على أيديهم صغيرا و كبيرا ما أجمل ثقة الأردني بنفسه' .

اضافة اعلان


اسئلة كثيرة بمجملها مع التي ذكرت ،تؤكد انه من المستحيل ان يبتسم وستبقى 'الكشرة' النمط السائد في المجتمع الاردني بفعل الكثير من الضغوطات العامة اولاً والخاصة ثانياً، والتي تُسكن بين أروقتها الكثير من المعاني الاجتماعية والسياسية والثقافية والمعبرة بالمجمل عن 'الاكتئاب وخيبة الامل' ، الا انه الكشرة ستبقى الصديق الصدوق للأردني المدافع عن قضايا ومبادئ أمته العربية وعن اخوته واشقاؤه العرب ولو بالدعاء لهم اثناء صلاته بالنصر والفرج ، نعم الاردني بكشرته سيبقى الحامل للراية الهاشمية ، المؤكد لذاته والمعلم لأولاده دائماً حب الوطن والدفاع عنه من كل معتدٍ أثيم .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة