لسنا معنيين بالجدل اللبناني حول مرافقة البطريرك الماروني للبابا في زيارته القدس. فالكنيسة هناك هي كنيسة لبنانية اساسا. والجدل الدائر له اهداف سياسية، لان رجال الكنيسة كانوا يمرون الى ابناء طائفتهم من بوابة الناقورة.. ففي الجليل بضعة آلاف من الموارنة، ولعل البطريرك الراعي تنبه الى مأساة قريتي «اكرت وبرعم» المارونيتين اللتين تم طرد سكانهما منها.. فهما عند الرجل اشبه بـ»أرض محتلة»!
لسنا معنيين بالجدل الداخلي اللبناني حول قرار البطريرك الراعي،.. ولكننا لا نجادل اطلاقاً باقامة بطاركة اللاتين والارثوذكس في القدس، وفلسطين. ولا نجادل اطلاقا في المسؤولية عن المئات من حرس وخدم ورجال القضاء في المسجد الاقصى وما حوله. فوجود البطريرك الطوال ابن مادبا في القدس ليس تطبيعاً. والتزام الدولة بالقائمين على المسجد، وعلى كنيسة القدس، والمقدسات كلها، هو التزام لا يناقش به احد!. فاذا قبلنا «مقاطعة القدس» خشية «التطبيع» فاننا نكون قدمنا المدينة المقدسة لاسرائيل. فالصراع القائم لا يوجد صراع شبيه له في قواميس التاريخ البشري. لانه صراع يقوم على اقتلاع شعب، واحلال مجموعات متعصبة من كل انحاء العالم مكانه، فتهويد القثدس بالتحلي العربي والاسلامي عنها.. هو كطرد سكانها العرب منها!
لانه ينتهي الى النتيجة ذاتها!
لا يمكن مقايسة استيراد تجار الخضار في عمان للمنجا او الافوكادو او الجزر الاسرائيلي، بمتطلبات الارث التاريخي العربي والاسلامي والمسيحي في فلسطين، او بالروحيات التي تمثلها الاديان، ورجال الدين في انتمائهم الاخلاقي لتاريخ القدس والمقدسات. ولقد لاحظنا في مصر موقفا مختلفا من هذا الجزء من الصراع العربي - الصهيوني، ففي الوقت الذي وجد مفتي الديار الاسلامية ان الواجب الذي يفرض عليه تأكيد الارث الاسلامي للمسجد الاقصى وقبة الصخرة بزيارتها عن عمان، فان بابا الاقباط لا يجد ان عدد رعيته الصغيرة يفرض عليه الزيارة الرعوية للقدس، فلا المفتي يطبع، ولا البابا.. يقاوم!
.. مع الاسف، وفي حمأة الصراع على القدس بالذات، نقرر النقاش فيما اذا كانت الملائكة ذكورا او اناثا!!. ونحسب وخاصة في متابعتنا للشأن اللبناني ان الاشقاء يبحثون عن نقطة خلاف، ليفجروا اوضاعهم الداخلية. والهجوم على البطريرك الراعي بتهمة تصل الى حد التفريط والخيانة، لا يدل على ان الذي يرفع اصبع الاتهام هو المقاوم الذي نسي فلسطين ليقاتل في حواري حمص وقراها.. وليقتل مسلمين لانهم يرفضون الركوع لنظام متعطش للدم والقتل والدمار!
ليس من المهم فتح نقاش هنا، بشأن لبناني لا يتفق اللبنانيون عليه!!. ولا شأن لنا بمعركة داخلية لبنانية.. ليس لها جدوى!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو