الوكيل - يمتزج الخيال العلمي بمتخيل الأدب في المنظومة السردية المعاصرة محققا في ذلك نهجا ونسقا جديدا في الكتابة السردية تجمع بين العلم والأدب.
تمتح نصوصها من روافد عدة أهمها وأبرزها ما يتصل بالجانب الإنساني الفاعل في حياة الإنسان، خاصة الدور الذي تلعبه الطبيعة في التحولات الحاصلة في مسيرة الحياة الإنسانية، ولعل الكيمياء الإنسانية الناطقة بمحوري الخير والشر، وما يتعلق بالإنسان الفعل والجوهر، والغريزة والرغبات، تمثل الآن المعادل الموضوعي في روايات الخيال العلمي، كما يعتبر هذا النوع من الكتابة هو المعوّل عليه في إبراز عالم الفانتازيا الغرائبي وصلته بالواقع الذي انبثق منه. وهو جنس أدبي خاص يتميز ويختلف عن الأجناس الأدبية الأخرى وإن كان يشاركها في الجذور، يحتوي العلم في وعاء حكائي قاص يستند إلى الحقائق العلمية والظواهر الطبيعية والتكنولوجية الجامعة معها رؤية فلسفية حاكمة وكاشفة لإشكاليات وقضايا الإنسان في يومه وغده، فالجوانب العلمية المختلفة على إطلاقها والمحكيات الأدبية تمثلان في حقيقة الأمر ضفيرتين أساسيتين في نهج كتابة أدب الخيال العلمي وهما الركيزتان اللتان يقوم عليهما هذا النوع من الكتابة السردية المعاصرة.
ولعل تجربة الكاتبة الدكتورة عطيات أبو العينين في روايتها ‘مهسوري’ الصادرة عن فرع ثقافة الجيزة 2012 تضيف إلى التجربة الإنثوية التي كتبتها المرأة في هذا المجال والمتمثلة في عدد قليل للغاية من تجارب الكتابة الأنثوية في مجال الخيال العلمي العربي في منجزه المعاصر، فقد خاضت هذه التجربة الروائية قبل ذلك الكاتبة الكويتية الراحلة طيبة الإبراهيمي والكاتبة السورية لينا كيلاني والكاتبة العراقية ميسلون هادي في بعض قصصها القصيرة والكاتبة المصرية أميمة خفاجي وغيرهن من مبدعات الكتابة في هذا المجال.
وتجسد رواية ‘مهسوري’ عالما سرديا يتأرجح ما بين رومانسية الواقع والخيال، وظواهر علمية محددة لها طابع الفنتازيا وما تحمله في خطوطها العريضة من تجليات الكتابة السردية فهي تمتح من الواقع اسقاطاته البشرية برغباتها وعواطفها ومخاوفها وهمومها، كما تأخذ من العلم حقائقه وثيماته الكاشفة عن محددات علمية عدة بعضها مبثوث داخل الحدث الرئيسي للرواية وبعضها يأتي عرضا من خلال نسيج النص ليكشف عن واقع رواية الخيال العلمي الحاملة لرؤية مفادها الأول والأخير هو الإنسان. كما تجسد الرواية أيضا بعدا أسطوريا يحمل داخله الحدث الرئيسي في الرواية الرامز إلى أبعاد المغزى الإنساني والأخلاقي الحاكم لطبيعة ما يحدث على مستوى الواقع كما تشير إلى ذلك عتبة النص الأولى وهي العنوان الذي يأخذ من مفردته ‘مهسوري’ الدلالة الرئيسية للمعنى وهي اسم الفتاة الأسطورية ‘مهسوري’ التي حافظت على شرفها وعلى هوية الأنثى في الجزيرة التي حملت اسمها بعد ذلك كرمز فاعل لدلالة الفعل الإنساني العميق في تجرده من أدران الشر والتي أشارت في حكايتها بسؤال النص هل عرفت قصتي؟ وهو نفس السؤال الذي اختتمت به الرواية، ويشير العنوان أيضا إلى البعد المكاني الكامن فيه طبيعة المكان وما يحتويه من مناظر خلابة وشعاب مرجانية ومنتجعات سياحية بالغة الروعة، وهو أيضا ما جسدته ‘مهيتاب’ الراقصة الاستعراضية في ملاهي الجزيرة، في وصفها للمكان. كما تمثل الرواية أيقونة مهمة في أدب الخيال العلمي العربي النسوي المعاصر لاحتوائها على أكثر من ثيمة اشتغلت عليها الكاتبة أبرزها اللغة الثالثة في الأبحاث العلمية المتعلق بموضوع الرواية، المقترن بمعادلة النار والحياة، وثيمة الرومانسية الحالمة التي ظهرت في العلاقة التي نشأت بين شخصيتي ماهيتاب والراوي محمود القباني، كذلك كانت ثيمة القصة البوليسية بألغازها المعتادة من خلال ما ورد في التهديد الذي ووجه إلى الدكتور بسام والراوي بعد اشتعال النار في الدكتورة جانييت وتلقيهم رسالة بعدم إبلاغهم الشرطة بما حدث، كما استخدمت الكاتبة أيضا لغة رومانسية في وصفها للمكان وضعت فيها مقطوعات شعرية خالصة حول المكان ووصفته وصفا بارعا مازجة فيه الزمان مع المكان حين قالت ‘: يوم صحو تشرق فيه شمس الجزيرة كفتاة جميلة تمتطي الريح، وتشرع عيونها في الوجود فتبهر بجمالها من يراها’. (ص19)، كما وصفت الشواطئ ونقاءها بقولها ‘: لم نر جمالا كهذا.. الشواطئ ونقاءها، الشلالات تنساب في عذوبة ورقة وكأننا في جنة تأبى أرجلنا الهبوط منها إلى الأرض، حتى لا تصطدم أرجلنا بواقع الحياة الصخري المليء بالنتوءات التي تدمي حياتنا فما أجمل التحليق بعيدا عن الأرض’. (ص26) ويمثل المكان أيضا حلقة مفقودة من أسطورة عاشت في وجدان سكان هذا المكان وهي كما جاءت على لسان الراوي في العتبة الثانية من النص تمثل ‘: فتاة تنظر في صمت رهيب ينم عن شجن دفين، كأنها تقول هل عرفت قصتي؟ وجدت صورتها على تذكرة الطائرة وعلى الأظرف، في بهو الاستقبال بالفندق وداخل غرف النوم، في كل مكان حولي، كانت نفس الصورة لنفس الفتاة، وعند مدخل الميناء وجدنا تمثالا ضخما لها عندما سألنا عنها قالوا إنها ‘مهسوري”. (ص5)
ومهسوري الفتاة والأسطورة والجزيرة تمثل طبيعة المكان والمناظر الخلابة التي تحيط به من كل جانب وتوظيف ذلك في جعل المكان منطقة سياحية ساحرة وجاذبة للزيارة من جميع أنحاء العالم، وأسطورة الفتاة مهسوري كما يحكيها النص، أنها كانت تعيش مع والدها العجوز وأخيها الصغير، تجمع عليها الشيطان المتمثل في ثلاث من شباب الجزيرة من علية القوم حاولوا اغتصابها ولكنها دافعت عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة، ونتيجة لذلك اتهمها الشباب بممارسة البغاء، وأوغروا صدور سكان الجزيرة عليها فقتلوها لتصبح مهسوري أسطورة خالدة بعد ان دعت باللعنة على الجزيرة وسكانها، فجفت منابع الجمال في الجزيرة وتركها سكانها، وعرفوا من هذه اللعنة قيمة هذه الفتاة الشريفة التي ظلمت في جزيرتهم، فأقاموا لها ضريحا لتصبح مهسوري هي أيقونة المكان والبحر والطبيعة، وأصبحت جزيرة مهسوري من أروع الجزر المأهولة بالطبيعة الساحرة في مناطق المحيط الهندي.
تبدأ أحداث الرواية عندما تضطر إحدى الطائرات المتجهة إلى جزيرة مهسوري الواقعة بماليزيا في حضن المحيط الهندي إلى الهبوط اضطراريا في مطار بومباي بسبب حادثة غامضة حدثت للطائرة في رحلتها رقم 539، عندما فوجئ الركاب بالتماعة برق خاطفة تندلع قرب الطائرة وتحيط بها من كل جانب، ثم تنفلت فجأة إلى الداخل لتحدث فزعا وهرجا ومرجا وسط طاقم الطائرة والركاب، ويشير الصحفي محمود القباني أحد ركاب الطائرة وهو الراوي المعتمد لسرد الأحداث في عرضه لهذه الحادثة ‘: بدا المنظر غريبا، كأنني محاط بأشباح أراها تتحرك أمامي لا أعرف كنهها، لا، لم تكن أشباحا بل كرة متوهجة لونها أبيض تميل إلى الزرقة، سابحة في فضاء الطائرة تتحرك بحرية عبر المكان، وتنزلق داخلها بصمت بالغ حتى اختفت في مؤخرة الطائرة تاركة وراءها رائحة نفاذة أشبه برائحة الكبريت ومخلفة بعض الرماد الأبيض الذي تناثر هنا وهناك’. (ص11)، ووسط الضجة التي أحدثتها هذه الظاهرة، تختفي الفتاة التي كانت جالسة بجوار الراوي داخل الطائرة، ثم تظهر فجأة حين تواجد الركاب في صالة مطار بومباي ومعها كوب من القهوة. على أثر ذلك تبدأ أحداث الرواية في تواترها السردي مع ما يسرده الراوي المشارك في مشهديات النص المختلفة، وطبيعة المكان وما حدث فيه من أحداث مأسوية وغرائبية ومشهدية علمية جرى البحث عن أسبابها بطرق مختلفة وبرؤى
بدأ البحث عن أسباب هذه الظاهرة وكيف حدثت، هل كان السبب هو المطبات الهوائية التي تعرضت لها الطائرة، والكثيرة الحدوث في هذه المنطقة، أم هي دوامات جوية عشوائية دائمة الحدوث تبتلع الجميع بنيرانها تشبه إلى حد كبير مثلث برمودا الذي كانت تختفي فيه الطائرات والسفن في المحيط الهادي ‘: جلس الجميع لا يبدون حراكا، وقد حبست الأنفاس وتلاحقت العيون، وعلت دقات القلوب تتابع الكرة المتوهجة، وهي تمضي في حركة منتظمة على طول الممر، متخذة طريقها بينهم حتى اختفت’. (ص11) ، ظاهرة غريبة حبست أنفاس الجميع داخل الطائرة وحارت في تفسيرها العقول، وتناول الحديث بشأنها والتكهنات حولها من خلال حوار بين الراوي وأحد العلماء الذي كان متواجدا على متن الطائرة في ذلك الوقت وهو الدكتور بسام الشبراويشي أستاذ الفيزياء بجامعة فلوريدا الأمريكية يحيل فيها ما حدث إلى ظاهرة كونية يقوم هو بعمل أبحاث عنها ويشير فيها إلى أن ‘: كل ما حدث أمام أعيننا يمكن أن نعتبره نموذجا مجسدا لما يعرف بكرات البرق، التي عادة ما تحوم أو تتقافز أو تتحرك بلا نظام. فهي كتلة مغلقة من الضوء، كروية في العادة على شكل ثمرة الكومثرى في بعض الأحيان، ضبابية في إطارها وذات ألوان متباينة’. (ص17/18).
ويتناول الراوي المشارك في الأحداث الموضوع من زاويتين رئيسيتين، زاوية علمية يبحث فيها مع الدكتور بسام عن دقائق ظاهرة الكرة الضوئية التي تهاجم الناس وتشعل النار في أجسادهم، فقد اشتعل جسد الدكتورة جانييت طبيبة الأطفال فجأة أمام زوجها الدكتور جوزيف وأبنيهما بيتر ومايكل كما اشتعلت النيران أيضا في الطفلة داليا التي نقلتها أمها للمستشفى وتحولت إلى كرة من النار قضت عليها في الحال، والرجل صاحب الرجل الخشبية الذي اشتعلت النار في رجله وقبل أن تنتقل إلى بقية جسده أخمدها بطرقه عليها. كما يتناول الراوي الموضوع من زاوية عاطفية من خلال علاقته مع ماهيتاب الفتاة التي كانت تجلس بجانبه في الطائرة والتي تعمل راقصة استعراضية في ملاهي مهسوري، غير أن هناك ثمة زاوية أخرى هي الزاوية البوليسية التي اتسمت بها أحداث الرواية من خلال مطاردة مجهولين للدكتور بسام ومحاولة الاعتداء عليه وسرقة أبحاثه التي تضمها حقيبته التي لا تفارقه أبدا، والتهديد الذي وصل إليه وإلى الدكتور بسام بعدم إبلاغ الشرطة عن ما حدث لهما، بعد واقعة احتراق الدكتورة جانييت. ومطاردة عصابة مجهولة لهما أثناء ركوبهما سيارة الدكتور بسام، حتى استطاعا أن يفلتا من هذه المطاردة عبر عدة أنفاق تحت الأرض وخرائب متناثرة في الجزيرة بعد تركهما السيارة في إحدى الأماكن الوعرة، حتى وصلا إلى أحد الشوارع المزدحمة عبر أماكن يعرفها الدكتور بسام جيدا ثم يستقلان القطار ليأمنا شر العصابة التي تطاردهما، والتي تحاول الحصول على الأوراق التي تضم أبحاث الدكتور بسام والخاصة بالسلاح النووي الجديد الذي اخترعه،
ثمة أبعاد للتفسير تطال النار، ومن ثم تطال المفارقة المحيطة بها في توجهها ووظيفتها، فعلى الرغم مما فعلته في شخصيات هذه الرحلة من أحداث مأسوية إلا أنها ‘: تهئ لنا أدوات تفسير في مختلف الميادين لأنها تتيح لنا المناسبة لذكريات لا تنالها يد القدم والبلى، وتتيحان المناسبة لاختبارات شخصية، بسيطة، حاسمة. وهكذا هي النار ظاهرة ذات امتياز يمكنها أن تفسر كل شيء. وإذا كان كل ما يتغير بطيئا تفسره الحياة، فإن كل ما يتغير سريعا تفسره النار. تحيا في قلوبنا وتحيا في السماء. تصاعد من أعماق الجوهر وتتبدى لنا حبا. ثم تعود فتهبط إلى قلب المادة وتختفي كامنة، منطوية، كالحقد والانتقام. وهي الوحيدة من بين جميع الظواهر، التي يمكنها أن تتقبل كلتا القيمتين المتضادتين: الخير والشر. تتألق في الفردوس وتستعر في الجحيم. عذوبة وعذاب. مختبر بداية ورؤيا نهاية’. (النار في التحليل النفسي، غاستون باشلار، ترجمة نهاد خياطة، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت 1984 ص11)، ولما كانت النار من حيث الجوهر هي أقرب الجواهر تعرضا للتقويم، وهي المبدأ الفاعل الأساسي الذي يختصر جميع أفعال الطبيعة، فمثل ما كانت سببا في احتراق عددا من الشخصيات داخل نسيج الرواية سواء من كان منهم في رحلة الطائرة أو خارج هذه الرحلة، فإنها أيضا كانت سببا في التقارب الذي حدث بين كل من الدكتور بسام الشبراويشي وماهيتاب من ناحية وبين محمود القباني من ناحية اخرى’: فهي الطبيعة التي لا تصنع شيئا عبثا، ولا يمكن أن تخطئ، ولا يصنع شيئا بدونها’. (المصدر السابق ص68)، كانت النار من الموضوعات العلمية التي اشتغلت عليها الكاتبة في تفسير ظاهرة قوتها وسرعتها في التهام الأجساد، ولكن ما هي الدوافع والباعث على ذلك كانت هذا التساؤلات هي ما تشغل الجميع علماء وباحثين وصحفيين وسلطات. ‘: حاولنا إنقاذ ‘جانييت’ لكن النار كانت أقوى منا جميعا التهمتها في دقائق وكأنها وحش جائع يشتاق إلى فريسة شهية، وقد نال من مأربه’. (ص40). الغريب أن النار حاصرت جانييت وحدها ونالت منها دقائق معدودة دون غيرها على الرغم من أن الجميع كانوا حولها، زوجها، أولادها، وباقي ركاب السفينة العائدة من جزيرة التماسيح. وأنتهى اليوم الأسطوري بهذا الحادث المأسوي المريع الذي قوّض دعائم هذه الأسرة التي كانت منذ دقائق من الحادث في سعادة غامرة؟
وعلى الرغم من الرواية تنحو نحو دوائر علمية تثير الجدل والتساؤلات في طبيعتها وتضع كثير من علامات الاستفهام حول حقيقة ما ترفده من حقائق علمية كثيرة ورؤى غرائبية تكمن في مواطن عدة من نسيج النص، إلا أن الكاتبة قد منحت روايتها بعدا جماليا خاصا بدا من هذه اللغة الشعرية الكامنة في مقاطع اختارتها بدقة ودربة منحت الرواية أبعادا جمالية ليس على سبيل تنضيد اللغة فقط ولكن عندما اختارت هذا الجانب العاطفي، وأدمجته بطريقة رومانسية محببة في ثنايا النص وهي العلاقة التي ارتبط فيها الراوي مع فتاة الاستعراض ماهيتاب أو ماهي كما كانت تطلق على نفسها، كذلك كانت الحقائق العلمية وطريقة معالجة الحبكة الروائية في أوج تشكلها عن طريق الأسطورة التي أطلقها المكان حول الفتاة الماليزية مهسوري وحكايتها مع الخير والشر واللعنة التي أطلقتها على الجزيرة فتحولت من جنة إلى جهنم، من هنا نجد أن رواية الخيال العلمي يجب أن تتسم بجوانب جمالية تطلقها مقاييس الصيغة والنسق ومدى تأثير ما يرفده النص من ظواهر علمية مقنعة، وعوالم واقعية متخيلة من الحياة، ورؤى فكرية تحمل إشكالية تحيط بالمشهد وتجمع فيه قضايا الإنسان المعاصر في يومه وغده، وهو ما نجحت الكاتبة في طرحه في روايتها من خلال التأكيد على ظاهرة علمية لها مقاييس غرائبية في التناول وهي ظاهرة كرة البرق التي تترك تأثيرها وانعكاسات الخوف من اقتحامها لشخوص الرواية وإشعال النار في أجسادهم، والمحاولات القائمة لتفسير هذه الظاهرة الغريبة التي تثير كثير من علامات الاستفهام حول طبيعة هذه الظاهرة، كذلك تشترك النواة العلمية للحبكة القصصية في تحديد الاغتراب الأدبي الخيالي في جنبات الرواية وهو ما حدده المكان في جزيرة مهسوري ذات الطبيعة الخلابة من خلال هذا التواجد الإنساني بغرض السياحة والمتعة فإذا به يتحوّل إلى كابوس مخيف يهدد الجميع باشتعال أجسادهم في أي لحظة والجميع يتوقع ذلك دون مقدمات، خلال هذه المخاوف المسيطرة على توقعات المتواجدين تقبع الجزيرة في منطقة تتسم طبيعتها الخلابة، وثمة وصف لطبيعة الجزيرة وتجسيد روعة المكان في جنباتها المختلفة وما يثيره الخيال في طرح ما هو موجود في هذا المكان من خلال روح الأسطورة الكامنة في أنثربولوجيا المكان وفلسفة وجودها خلال مفارقة كبيرة تتضمنها الرواية وهي ما تمنحه الطبيعة في هذا المكان من جماليات خاصة مثل شلالات العيون السبعة وهي عبارة عن ‘: شلالات تقع شمال غرب جزيرة مهسوري، تعد من أعاجيب الطبيعة، فالمياه فيها مقسمة إلى سبعة أحواض طبيعية، تحيط بهذه العيون غابة خضراء مورقة، مما يضفي عليها لمسة من سحر الطبيعة وجاذبيتها، وتذكر الأساطير أن الجنيات الجميلات كن يسبحن ويمرحن في هذه العيون’. (ص37)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو