الأحد 2024-12-15 12:19 م
 

ليلة القبض على الكرسي

04:47 م

تمارا الدراوشه

ساعات قليلة تفصلنا عن معرفة نواب المجلس السابع عشر.... وساعات طويلة ينتظرها بعضهم خلف القضبان بتهم إستخدام المال الأسود للوصول إلى كرسي في مجلس النواب ’
كنا نسمع عن استعمال المال السياسي أو الأسود في السنوات السابقة .... ولكنا لأول مرة نجد جدّية ولو محدودة في التعامل مع أولئك الذين يشترون الكرسي في مجلس النواب باستعمالهم لمالهم الفاسد الأسود ونجدهم في الجويدة السجن طبعاً .... ومع اقتراب موعد الاقتراع يزداد نشاط المال الأسود .... وتزداد معه والحمد لله مذكرات التوقيف بحق من يثبت عليه ذلك فنجد عند تصفح المواقع الالكترونية عناوين عدة .... منها تمديد توقيف المرشح فلان .... وسجن رئيس القائمة الفلاني .... ومذكرة توقيف بحق فلان حتى أنني اشعر أن موعد الاقتراع لو كان متأخراً بعض الوقت لوجدنا ازدحاماً في المحاكم .... وتزايداً في مذكرات التوقيف .... بل قد تصل إلى نقص في عدد المرشحين عن عدد مقاعد مجلس النواب المخصصة .
في النهاية إن جميع ما يحصل يعد مؤشراً ايجابياً يحسب للدولة الأردنية بصدقها في عدم التدخل في الإنتخابات .... وللهيئة المستقلة في حسن إدارتها للعملية الإنتخابية وقبل كل ذلك يثبت لنا نزاهة قضائنا الذي نعتز به دوماً وبالتالي ينظر دائماً على أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته ....
وما هو ملفت للانتباه .... وما يجعلنا نقف متسائلين .... لماذا مع اقتراب موعد الاقتراع يخرج علينا من يسرب على المواقع الالكترونية اللقاء الساخن الذي جرى في منزل رئيس مجلس النواب السابق .... وتضم الجلسة النواب السابقين والقادمين وبعد أن ينشر بالصوت والصورة يخرج سعادة رئيس المجلس صاحب المنزل ببيان يبرر لنا ما نشر وأنه مفبرك .... أنا لن أناقش ذلك فالحكم للمشاهد أولاً وأخيراً .... لكن أن تتزامن كل هذه القضايا قبل موعد الاقتراع بأيام قليلة يجعلنا نعتقد بأن ذلك إما صحوة ضمير من أناس حريصون على الوطن والمواطن بحيث يستطيع الناخب الاختيار الصحيح .... وإما هي تقديم خدمة للأحزاب والأفراد المقاطعين للإنتخابات لتأكيد مقاطعتهم لها وثنيهم عن قبول أي محاولة لدعوتهم إلى المشاركة والاقتراع.
أخيراً فإننا مسرورين جداً أن نرى أولئك المرشحين وبغض النظر كانوا مرشحي دوائر أو قوائم الذين ثبت استخدامهم للمال الأسود خلف القضبان في الوقت القاتل لهم .... أي قبل الاقتراع بأيام وساعات ومع أن القانون سمح بأن يستمر ترشيحهم إلا أن القانون أيضاً لم يفرض على المواطنين إنتخابهم .... فمن وقع بالشبهات وقع بالحرام ومهما كانت ظروفهم وهم يمسكون بقضبان السجون من داخلها وعيونهم على ذلك الكرسي في البرلمان فأني أقول لهم أريحوا أنفسكم فلن ينتخبكم أحد حتى من إتسخت يده بأموالكم لن ينتخبكم والحمد لله لقد قبض عليكم قبل ليلة قبضكم على ذلك الكرسي .....

اضافة اعلان

تمارا الدراوشه

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة