يواجه الكيان الصهيوني مأزقا حقيقيا هو الاصعب منذ العام 1948، فالانحسار السكاني بلغ مستويات تهدد دولة الفصل العنصري في فلسطين التاريخية. دوليا لا تستطيع تل ابيب اقناع شعوب الارض بأنها مظلومة وان الدول والشعوب المحيطة تهددها او رميها في البحر، لذلك نجد مقاطعة اوروبية لمنتجات المستوطنات، وفي اروقة الامم المتحدة ومجلس الامن لا تجد تل ابيب تعاطفا مع قضاياها، وباستثناء ترمب البيت الابيض لا تجد من يسعفها، عسكريا رغم احدث الاسلحة واكثرها فتكا لا تستطيع النيل من عزيمة الفلسطينيين، والشعوب العربية.
عواصم القرار العربي انشغلت منذ سنوات في صراعات جانبية عبثية، ومهد لذلك الاحتلال الانجلو امريكي للعراق في العام 2003، وتداعياته على دول الجوار، وتم ترويج مفاهيم ومقولات سياسية اجتماعية حرفت البوصلة العربية عن العدو الحقيقي وهو الكيان الصهيوني، والاصعب من ذلك دخول عواصم عربية في سباق للتطبيق المجاني مع تل ابيب، دون ربط هذا التطبيع بالمسار النهائي لعملية السلام الذي انطلقت في مدريد في العام 1991، ومن اهم ابجدياته حل الدولتين.
المناشدة وتكرار مطالبة تل ابيب واليمين المتطرف بقيادة نتنياهو بالعودة للسلام والاحتكام لمبادئ مؤتمر مدريد لم تجد استجابة ويفترض ان نعيد اولوياتنا العربية السياسية والاقتصادية في التعامل مع الكيان الصهيوني، فالتجاوز على المواثيق الدولية والحقوق الفلسطينية والعربية يجب ان يرد عليها في مقدمتها حل الدولتين، والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
محاولات قفز دول عربية على الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية والاسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين هو بمثابة الهروب الى الامام بدون مبررات وحرق الاوراق الواحدة تلو الاخرى قبل استخدامها، ومن الامثلة على ذلك التطبيع المبكر ثقافيا واقتصاديا وربما سياسيا، وفي ذلك إضرار كبير بالقضايا العربية، وكشف ظهر المنطقة دون ان يحقق اي من الاطراف العربية مكاسب حقيقية.
تداعي الكيان الصهيوني منذ سنوات مرصودة وهي ضمن السياق التاريخي لانتهاء دولة الفصل العنصري، إذ هناك انحسار سكاني تراكمي لا يمكن تجاوزه لا سيما تركيبة السكان العمرية في الجانب اليهودي، وارتفاع تكاليف الانتاج في الكيان الصهيوني وتراجع تنافسية منتجاته، وحالة الرفض والكره الشعبي الاقليمي والدولي للكيان الصهيوني وممارساته غير الانسانية لا سيما في مسيرات العودة السلمية، حيث كشفت قوات جيش الاحتلال عن ممارسات نازية وفاشية في تعاملها مع النساء والرجال والاطفال المدنيين، فالعالم اصبح قرية كونية بكل معاني الكلمة، وان تمرير الاخبار والصور بشكل سريع وضع ممارسات الكيان الصهيوني الاجرامية تحت المجهر العالمي..لذلك التطبيع المجاني هو بمثابة رمي طوق نجاة لليمين المتطرف الذي يعاني من مأزق حقيقي.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو