مفارقة اسمها جسر عبدون

أينما ذكرتَ (عبدون) في الأردن فإنها مربوطة بالثراء ..وقلّة قليلة من تعرف أنّ في (عبدون) فقراء وتحت خط الفقر..التفكير الجمعي يرفض أن يكون في عبدون فقير واحد....!

ما يستوقفني الآن هي المفارقة العجيبة في كلّ محاولات الانتحار التي تجري فوق جسر عبدون.
أمّا لماذا جسر عبدون بالذات..؟ .. فليس صحيحاً أن العلو الشاهق للجسر هو السبب الوحيد ..وليس صحيحاً أن جسر عبدون صار (موضة) لكل من يريد أن يلفت الأنظار لحاجته وقهره من الحياة ....! كل هذه الأسباب قد تكون من الأسباب الدافعة ولكنها ليست أسباباً رئيسة..وليست مقنعة..!

أما ما أقتنع به أنا ..فهو سبب لم يخطر ببال أحد ..فمنذ صحوت وأنا أسمع أن جدي وكل جدود الناس في الأردن (صحّلهم) عشرة دونمات على الأقل في عبدون قبل سبعين أو ثمانين سنة بسعر ليرتين للدونم ولم يشتروا..أو كان لديه خمسون دونماً وباعها بثلاثين ليرة ..ومن هنا دبّت الحسرة في قلوب الأحفاد..فذهبوا ينتحرون وهم يحاولون أن يلقوا النظرة الأخيرة على ما كان لأجدادهم لو لم يرتكبوا خطيئة البيع و الشراء..!!

يا جماعة فكّونا..الانتحار و محاولاته له أسباب عميقة ..ادرسوها كي لا يصبح الموت المجاني شرفا نسعى إليه ولا يناله إلاّ المنتحرون..!