الخميس 2024-12-12 09:38 ص
 

نصف مليار دينار نفقات أمانة عمان ..

09:50 ص

تدني مستويات الخدمات العامة التي تقدمها امانة عمان الكبرى تضع عمان في موقع العواصم الطاردة للسكن والاستثمار، وتحولت من اجمل العواصم العربية والاكثر نظافة من حيث المباني والشوارع، الى عاصمة اصابها الهرم مبكرا بعد ان تهالكت بنيتها التحتية، ومخالفات البناء والتعدي سمة من سماتها بعد ان تحولت الى عاصمة مليونية، حيث يقدر تعداد سكانها 4.25 مليون نسمة، اي نحو 42% من تعداد سكان المملكة، واختلط الحابل بالنابل بين الاحياء السكنية والخدمية والصناعية والمحاجر وورش صيانة المركبات والمهن المختلفة العادية والملوثة للبيئة والبصر والسمع.اضافة اعلان


التوسع الافقي غير المدروس للعاصمة وضعف تحديث كودات البناء، وعدم الالتزام بارتدادات البناء وتراخي السلطات المختصة تركت بصمات مريعة في العاصمة التي كانت مهوى السياحة العربية والاجنبية، اما منع السماح للمباني المرتفعة كما بقية عواصم العالم ساهم برفع اسعار الاراضي واثمان الوحدات السكنية، وميل الامانة والجهات المختصة بالبناء الى زيادة الكلف على المستثمرين والمستهلك النهائي للمباني مما عقد ظروف العامة لاسيما الشباب في امتلاك وحدة سكنية ( شقة ) مهما كانت مساحتها، وان ربع تكلفة بناء شقة او وحدة سكانية هي عبارة عن رسوم وتصاريح وغرامات وبدل توصيل الخدمات وأذون الاشغال، وهو شكل من اشكال الجباية الثقيلة، وكل هذه الاموال يدفعها المواطنون بدون خدمات حقيقية يفترض ان تقدم لساكني العاصمة.

نصف مليار دينار موازنة امانة عمان، وتعداد العاملين يتجاوز 23 الف عامل، وبرغم ذلك تجد في مناطق كثيرة من العاصمة جمع النفايات ونقلها بواسطة سيارات نقل مكشوفة ( بك اب ) وعمال لايجيدون هذه المهنة، الى اناس كثر ينشطون لنبش حاويات النفايات لاخذ الالمنيوم والحديد، مع ترك النفايات في حالة صعبة تنشر الثلوث، وصولا الى بعض عمال الوطن يقومون بحرق النفايات للتخلص منها، وهذه المظاهر تؤلم النفس وترهق عمان وساكنيها، وترسم لها صورة قاتمة.

الاهتمام بالعاصمة يبدوا ليس على اولوية مجلس الامانة، وكذلك وزارة البيئة فتراخيص العمل لا تراعي الابعاد البيئية..شركات الخلط الجاهز ( الاسمنت )، والمحاجر والطوب ومصانع للكيماويات الى بناء الحافلات تنشط داخل المناطق السكنية، وهذه الصورة تترسخ ويتسع نطاقها مع زيادة الاعمال علما بأن الحكمة تستدعي منح هذه الانشطة فترة زمنية محددة لايجاد بدائل مناسبة لها بما يحمي العاصمة من التلوث والضجيج والاذى البصري، وفي نفس الوقت توفر اماكن بديلة للمصانع والمشاغل، فالبعيد في عمان قبل 30 عاما اصبح قريبا، نحن بحاجة الى نظرة مختلفة وعصرية كما بقية العواصم والمدن الانيقة..ليس فقط حصد ( جائزة ) اغلى عاصمة في المنطقة.

التعليق

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة