والد متهم بـ"عبادة الشيطان": القصة اختلقها شاب ضد فتاة رفضته زوجا

الوكيل - نفى والد طالب جامعي أردني يخضع للتحقيق حاليا بتهمة عبادة الشيطان أن يكون لولده أي علاقة بقصة عبادة الشيطان التي أثيرت مؤخرا.اضافة اعلان


وقال معتصم السيوف والد الطالب بدر السيوف احد الطلبة من جامعة آل البيت الذين احيلوا لمحكمة امن الدولة منذ ثمانية أن ما تناقلته وسائل الاعلام حول ارتباط ابنه بمجموعة تدعى (بعبدة الشياطين) 'لا علاقة' له بالواقع.

واستنكر السيوف الأب فكرة عبادة الشيطان وهو الموضوع الطاغي في الشارع الاردني حاليا قائلا: كونك تلبس اللون الأسود أو تسمع أغنية أجنبية أو تحب فرقة موسيقية اجنبية لايعني أنك تعبد الشيطان.

وأكد السيوف استغرابه من التهم الموجهة لابنه من 'إثارة الفتنة أو العبث بأماكن العبادة وتمزيقه للمصحف'، مشيرا إلى التزامه الأخلاقي والديني، مستنكرا إحالة الطلبة إلى محكمة أمن الدولة والتي لا تنظر الا في القضايا الكبرى والارهاب والتشدد علما بأن قضايا الفكر 'لا تحول' لقضايا امن الدولة بحسب التعديلات الدستورية، مؤكدا ان الحكومة لم تسمع لشكواه كمواطن أردني وان محكمة امن الدولة لم تقم حتى بتفتيش البيت للتأكد.

وقال السيوف ان جامعة آل البيت قامت بتسليم خمسة طلاب بينهم طالبة اردنية اهلها بالكويت أعمارهم ما بين 18 – 22 عاما جميعهم وضعهم الاجتماعي متوسط، مؤكدا بأن ما حصل كان نتيجة مشكلة حدثت بين الطالبة الاردنية التي يعيش أهلها في الكويت وبين زميل لها سلفي متشدد كان يود خطبتها ولم تقبل هي فافتعل لها أكثر من مشكلة وكانت هذه آخرها وهي 'فتاة محجبة ومسلمة لكنها ليست متشددة ثقافتها منفتحة'.

بين الاسباب، وبحسب السيوف، كانت محاولات من قبل أحد طلاب الجامعة للضغط على الطلاب لانتخاب طالب من طلاب الجامعة السلفيين المتشددين في انتخابات الجامعة ومن ثم تجددت المشاكل بين الطلاب فتعرضوا للضرب المبرح من قبل خمسة من الطلاب السلفيين المتشددين متهمينهم 'بشتم الدين والقرآن وتمزيقه حاملين في أيديهم السكين مهددين بهدر دمهم وذبحهم ومن ثم تم تسليم الطلاب للامن وتم تحويلهم للمدعي العام وهو قريب لاحد الطلاب المعتدين بالضرب عليهم فلم يقم بالتحقيق معهم مكتفيا بتحقيق الامن العام'، على حد تعبيره.

وقال السيوف بأن ابنه بدر 18 عاما لم ينم فيها يوما واحدا خارج بيته ليكون هذا اليوم في السجن الانفرادي وتحت التعذيب لتصل حتى هدر دمه لافتا لتعرضه للتعذيب فيما لم يسمح له بطبيب او محامي قائلا: الولد موقوف في سجن إربد والقضية والمدعي في المفرق ومحكمة أمن الدولة في عمان.

وطالب السيوف بحماية ابنه وعرضه على الطب الشرعي والنفسي وسرعة محاكمته اذا كان متهما وثبت اتهامه فعليا، موضحا انه ملتزم اخلاقيا ودينيا بحسب البيت الذي تربى ونشأ فيه، قائلا : نحن نسكن في حي شعبي في عمان وجامعة آل البيت في المفرق تحتاج لأربع مواصلات ذهابا وإيابا لسنا نسكن بعبدون وبعيدا عن الكافيهات والكازينوهات.

وقال: ابني بدر لا يكون معه مصروف لشراء سندويشة في أغلب الأحيان، موضحا كونه ضابطا متقاعدا في الامن العام ووالده داعية اسلامي خدم بالجيش والحرب وعمه إسلامي ووالدته اسلامية مدرسة ومربية لكننا لسنا من التيار المتشدد، موضحا ان ابنه يصوم ويصلي ويقرأ القرآن الكريم، مبينا انه تم اعطاء الموضوع أكبر من حجمه انه وفي حال اثبتت التهمة عليهم الغرامة من خمسة – 50 دينار حسب قانون العقوبات الاردنية.

وكان وزير الاوقاف قد اعلن بأن خطبة الجمعة سيكون موضوعها عن عبدة الشيطان.

وطالب السيوف بتقصي الحقائق من قبل المواقع الالكترونية الاردنية التي تراكضت على سبق إعلامي دون أدنى معلومات فقط لغايات البهرجة الاعلامية متناسية طيف السلفيين في الاردن والجماعات الاسلامية المتشددة التي أخذت بالتنامي في ظل الربيع العربي لتنسب اليهم تهمة تدمر مستقبلهم الاكاديمي وهم على مقاعد الدراسة في السنة الاولى فقط .

ولتكبر القضية وتتحول لقضية رأي عام أردني طغى عليها الصوت السلفي الاسلامي المتشدد ضاربا بعرض الحائط كافة حقوق الانسان وبابسط مبادئها التي كفلتها دون العالم المتحضرة والمتأخرة أيضا وهي الحرية وحرية الراي وحرية الدين واللباس والعادات.

وكان الشيخ حمزة منصور قد طالب رئيس الوزراء عبدلله النسور بالتصرف بحزم وجدية والضرب بالحديد على يد كل من تسول لنفسه الإساءة للدين الإسلامي وفي رسالته حذر الشيخ منصور من أن حزب جبهة العمل الإسلامي سبق أن حذر السلطات من التغاضي عن ظواهر شاذة في المجتمع سمح لها بالانفلات.-(القدس العربي- منال الشملة)