ولا يزال اللهاثُ مستمراً ..

لا أستطيع إليك الوصول ..أنت بعيد ..وما زلتُ ألهث ..اللهاث في هذا العمر غير اللهاث قبل سنوات ..الآن اللهاث يتعبني أكثر ..أكاد أقع ..وأنت حتى لا ترحمني بنظرة ..أريد نظرةً واحدة فقط ..أنت انظرها إليّ وأنا على استعداد أن أقضي بقيّة العمر وأنا أفسّر معنى النظرة ..! هل كانت حبّاً ..شفقةً ..استهزاءً ..استعلاءً ..أم نظرة أعمى طبيعيّة ..؟!اضافة اعلان

أتتذكّر ذات مرّة حين احتضنتك ..أنا الذي شعرتُ بالدفء ..وأنت ولا على بالك ..حين كان وجهك يلامس وجهي ..كنتُ أملك العالم لحظتها ..ولو اقترب أحدهم من تلك اللحظة ؛ كنتُ سأتحوّل ..بالتأكيد سأتحول ..من رقيق و شاعر ..إلى غليظ و بليد ..من مسالم و لاهث ..إلى محارب و أكشنجي ..! كنتُ معك أشعر بأنك ولدتَ من أجلي ..والآن ها أنت تعاود لعبة (تلهيثي ) ..ما أقبحك ..تحولتُ العلاقة بيننا من حبِّ إلى مصلحة ..و أنت قلتها لي ذات جوع : لا مصلحة لي معك ..! أنا أروح مع الذي يدفع أكثر ..وأنا لا أملك الآن ما أدفعه لك إلا لهاثَ العمر الذي يزحف و يسعى ..!
أعرف بأنني سأبقى ألهث خلفك ..رغم قامتي الكبيرة ..ورغم شهرتي التي يحسدني عليها من يلتقونك أكثر مني ..الفرق بيني وبينهم أنني أخذك في حضني ..وهم يأخذونك إلى حيث تعلم ..أنا لا افرّط منك في شيء ..وهم يرمونك كلّك في نفاياتهم ..!
تدللْ ..تدلّعْ..ومارس الايغال في تلهيثي ..قل لكل العالم : ها أنا أهزمه كل يوم وهو يركض ورائي ..سأبقى كذلك ..ولكن تذكّرْ بأنك من الفرن تأتي و اسمك ( رغيف خبز ) ..أما أنا فمن الرحم آتي واسمي (مواطن ) ..!
ولا يزال اللهاث مستمراً..