الأحد 2025-01-19 02:40 ص
 

يد بشار على الحقائب

08:38 م

الوكيل - أبطال القضية فقط يمكنهم أن يحلوا اللغز الاكبر، ولكنهم يرفضون التعاون. صحيفة 'الوطن' السعودية نشرت نبأ بارزا عن الاصابة الخطيرة لماهر الاسد، شقيق الرئيس السوري، الذي فقد ساقيه في عملية الارهاب في دمشق بالضبط قبل شهر. في العمليا اياها، بعبوة ناسفة انفجرت في مقر الامن القومي، فقد بشار الاسد كل رموز 'القيادة الامنية'. وزير الدفاع ونائبه، رئيس مجلس الامن القومي، والمستشار الرئاسي لشؤون الامن. الاسد لا يخرج منذئذ من قصره، القادة في حالة شلل، وكل المقابلات مع السياسيين تسجل مسبقا. انتهى عصر البث الحي والمباشر؛ منعا لامكانية تنفيذ عملية اخرى.
غير أن ماهر الاسد تغيب عن تشييع الجنازات ولم يظهر على الشاشة حتى اليوم. وحسب النبأ في الصحيفة السعودية، فان طاقما من الاطباء نقل جوا على عجل من روسيا ونجح في انقاذ حياة شقيق الرئيس. ولكن لم ينقذ ساقيه اللتين بترتا. ما هو المصدر؟ في 'الوطن' تباهوا بان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدنوف، تحدث هاتفيا مع كاتب الخبر. بوغدنوف، الذي كان على مدى السنين المبعوث الرئيس الى الشرق الاوسط (معروف جيدا عندنا) يتقن العربية. وقد ربط العجز الجسدي حديث العهد لماهر بارادة بشار مغادرة سوريا 'بالطرق السلمية'.
يبدو غريبا؟ كما هو متوقع، ناطق مغفل، في موسكو نشر نفيا قاطعا. نائب الوزير بوغدنوف ليس فقط لم يقل ذلك، بل ولم تجر معه مقابلة صحافية هاتفية أو شفوية مع الصحافي السعودي. مر يوم آخر والصق بعدد 'الوطن' شريط المكالمة التي جرت بين الصحافي وبين نائب الوزير الذي يتحدث عن ساقي ماهر الاسد الضائعتين. ولكن الحرب لم تنته: وزارة الخارجية في موسكو جندت الناطقة نتاشا زخروف للادعاء بان الشريط مفبرك، وحضرة نائب الوزير لم يلتقِ أبدا الصحافي السعودي. فماذا فعلوا في الوطن؟ نشروا صورة مع ابتسامة للصحفي السعودي مع بوغدنوف.
اين الحقيقة؟ السعوديون مستعدون لان يفعلوا كل شيء كي يتخلصوا من بشار: أموال، سلاح وبث روح قتالية في الثوار. كان أم لم يكن حديث مع نائب وزير الخارجية بوغدنوف؟ هذا لا صلة له. حسب التقديرات عندنا، الرسالة من موسكو ترمي الى الايضاح كم هم ايضا يمقتون بشار. في نهاية الاسبوع انضم دبلوماسي غربي الى الجوقة وادعى 'نحن نعرف ان ماهر الاسد فقد ساقيه'. بوغدنوف لم يخرج (بعد) بنفسه لينفي. فضلا عن ذلك، لم يلتقط ماهر الاسد 'بالصدفة' في عين الكاميرا في سوريا، لدحض موجة التحليلات عن معنى غيابه الغريب.
الوضع في سوريا عالق: الوضع، عقيلته وثلاثة ابناؤه يتمترسون في القصر، والقتال يرفض ان يهدأ. كل من يمكنه أن ينضم لنفسه فرارا على العائلة، يفر. كل من يبقى بسبب الشلل في القواعد، يحلم بالفرار. وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انزعج جدا ممن رويَ له عن مخيمات اللاجئين وأعلن بان 'لم يعد لبشار مكان في هذا العالم. ولكن الدبلوماسي الجزائري العجوز، الاخضر الابراهيمي وافق على أن يعين وسيطا جديدا في دمشق. الويل لتفاؤله: 'لست واثقا اني سأنجح... آمل أن يتعاون السوريون'.
بشار لا يرتاح. مع ماهر وبدونه بات يحيك لنفسه بزة اليوم التالي: إما أن يفر الى الشمال في محاولة لاقامة معقل علوي في طرطوس أو في مدينة اللاذقية، او أن يحزم أمتعته ويصعد مع العائلة الى طائرة تهبط به في دبي. اما لروسيا، انتبهوا، او لطهران، فهو غير معني بالوصول. ومن سيأتي بعده في سوريا، الله يحفظنا.

اضافة اعلان

صحف عبرية

سمدار بيري

يديعوت21/8/2012


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة