وأوضح السّكجي أن هذا المشهد يتزامن مع ما يُعرف بـ"الثبات القمري" (Lunar Standstill / Lunistice)، وهي ظاهرة يتكرر فيها ظهور القمر في الموضع نفسه في السماء عند رصده من المكان ذاته، مما يمنح المشاهدين فرصة لرؤية منظر نادر يجمع بين جماليات السماء وروعة العمارة النبطية.
وبيّن أن الثبات أو السكون القمري هو وصول القمر إلى أقصى انحراف شمالي أو جنوبي عن خط الاستواء السماوي، وهو خط يُقاس بالدرجات على القبة السماوية ويعادل مفهوم خطوط العرض على الأرض. وتشبه هذه الظاهرة – من حيث المبدأ – الانقلاب الشمسي، إلا أنها خاصة بحركة القمر.
وأضاف السّكجي أن القمر، عندما يبلغ هذه النقاط القصوى في انحرافه، تصل مواضع شروقه وغروبه عند الأفق إلى أبعد موقعين نحو الشمال والجنوب، وخلال انتقاله بين هذين الحدّين يغيّر اتجاه حركته الظاهرية، وتُعرف هذه اللحظة باسم التوقف الظاهري أو الثبات القمري.
وأشار إلى أن قيمة زاوية الانحراف تتغير عبر دورة تمتد لنحو 18.6 سنة، حيث يتراوح الحدّ الأقصى للثبات بين نحو 18.134 درجة شمالًا أو جنوبًا، و28.725 درجة شمالًا أو جنوبًا، وهما الحالتان المعروفتان بـ الثبات القمري الصغير والثبات القمري الكبير.
وقال إن الثبات القمري يُعد ظاهرة طويلة نسبيًا تحدث على مدار عام أو أكثر، لكن لحظة بلوغ القمر أعلى ميل استوائي ستكون عند الساعة 12:51 بعد منتصف ليل الجمعة/السبت 5–6 ديسمبر بتوقيت الأردن، حيث يصل ميله إلى نحو 28.387 درجة.
وفي التفاصيل، أوضح السّكجي أن القمر سيشرق من منطقة البترا مساء الجمعة عند الساعة 6:00 بزاوية سمتية تبلغ 57 درجة نحو الشمال الشرقي، وهي أقصى نقطة شمالية يمكن أن يظهر منها القمر خلال هذه الدورة، وسيغرب عند 7:52 صباح السبت بزاوية سمتية تقارب 300 درجة. كما سيكتمل البدر العملاق عند الساعة 2:12 فجر الجمعة 5 ديسمبر 2025.
وأضاف أن القمر يُتوقع أن يُشاهَد في طور شبه البدر فوق السيق نحو الساعة 10:00 مساء الجمعة ضمن فترة الثبات القمري الكبير.
ووصف السّكجي الثبات القمري الكبير بأنه من أبرز الظواهر التي تُبرز دقة الحركات السماوية وجمال انتظامها، موضحًا أن هذه الدورة الطويلة تنشأ نتيجة تغيرات في ميل مدار القمر بفعل تأثيرات الجاذبية المتبادلة بين الأرض والشمس. وهي – كما قال – "فرصة فريدة لمراقبة شروق القمر من أقصى موقع شمالي له على الأفق، في مشهد لا يتكرر إلا مرة كل 18.6 سنة"، يتداخل فيه العلم مع الجمال الطبيعي، خصوصًا عند دراسته ضمن إطار علم الفلك الأثري.
وختم السّكجي بالتأكيد على أن هذه الظاهرة الاستثنائية تثير اهتمام هواة الفلك والتصوير، وتستحق التوثيق، إذ تتداخل فيها الطبيعة مع التاريخ في واحد من أهم المواقع الأثرية والسياحية في الأردن.
-
أخبار متعلقة
-
وزارة التربية: 331 مدرسة تقدم برامج التعليم المهني والتقني
-
الجمارك تدعو للاستفادة من اعفاءات غرامات القضايا قبل انتهاء المهلة المحددة
-
حملة شاملة لإزالة العشوائيات في البحر الميت
-
رئيس المحكمة الدستورية: نسعى لتوسيع اختصاصاتنا والمبنى الحالي لا يليق بحجم العمل
-
حزن على مواقع التواصل بعد وفاة المهندس هيثم القعقاع
-
الخريشا تُتابع أعمال الصيانة والسلامة في مدرسة حسبان الثانوية للبنين
-
اعلان صادر عن إدارة ترخيص السواقين والمركبات
-
المواصفات والمقاييس: تشديد الرقابة على المدافئ وأسطوانات الغاز