السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

سؤال الرئيس الجديد.. هل نجحنا أم فشلنا في جائحة كورونا؟



لا يحسد رئيس الوزراء المكلف د. بشر الخصاونة على توليه رئاسة الحكومة في هذا الظرف الاستثنائي، ومنذ اللحظة الأولى سيكون في مواجهة صعبة، ولا وقت للانتظار والتقاط الانفاس، ولن يعطيه الناس فرصة للتجربة، فالأخطار الماثلة تتزايد.اضافة اعلان

بالتأكيد الاشارات الأولى ستلتقط من تشكيلة الفريق الحكومي، فالحقيقة الدامغة أن الحكومات التي تشكلت قبل جائحة كورونا ليست مثل الحكومة التي عايشت هذه التجربة، والحكومة من المفترض أن تستمر في التصدي لهذا الوباء الذي يتفشى ويهدد البلاد والعباد بالخطر، ولهذا فإن انتقاء الفريق الوزاري مهم لبث روح الطمأنينة بين الناس، ولتأكيد أن الفريق الجديد يملك الكفاءة والمعرفة والمهارة للتعامل مع تحديات هذه المرحلة.

كتاب التكليف السامي لحكومة بشر الخصاونة يحدد بوضوح المهام المطلوبة، وهي ليست لغزا عصيا على الفهم، ولكن السؤال المفصلي الذي على الحكومة الجديدة أن تسأله بجرأة، هل نجحت الدولة الاردنية في التصدي وإدارة ملف جائحة كورونا؟
بشر الخصاونة لم يكن بعيداً عن المشهد، بل كان الاقرب للملك، وكان في قلب إدارة الأزمة، ولهذا شكل خلال الاشهر الماضية منذ شهر آذار وحتى الآن تصوراً، وعليه أن يفرد أوراقه على الطاولة، ويقول للأردنيين أين أصبنا، وأين أخفقنا، وما هو المسار القادم؟
السؤال عما فعلناه منذ بداية الجائحة ليس ذمّا لحكومة عمر الرزاز، فقد كنا في الأشهر الأولى من الأزمة نتغنى بها، ونعتقد أنها سجلت قصة نجاح اسطورية، وبأنها صنعت نموذجا لدولة صغيرة ريادية نجحت في حماية شعبها من خطر الوباء.
تقييم حكومة الرئيس المكلف بشر الخصاونة ينطلق من واقع اللحظة التي نعيشها الآن، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بشكل مذهل، والأرقام مهيأة للتضاعف، والوفيات تزايدها مقلق، ولجان التقصي الوبائي أرهقت ولم تعد قادرة على ملاحقة كل الإصابات، ولا تتبع كل المخالطين.

على الحكومة أن تجيبنا ماذا ستفعل، بعد أن ودعتنا الحكومة الراحلة بحظر شامل؟

القراءة الجديدة للوضع الوبائي في الأردن تشير الى أن نتائج الفحوصات تتأخر أياما، وهذا يعطل ويؤخر الوصول للمخالطين للمصاب قبل أن يلتقوا بالناس، ويزيد من احتمالات نقلهم للعدوى، والمرجح أن الفحوصات التي تجرى أقل مما هو مطلوب لمعرفة حجم تفشي الوباء، بالإضافة الى أهمية أن نذهب للفحوصات الموجهة للبؤر المحتملة.

الملك أكد للرئيس بشر “أن صحة المواطن وسلامته أولوية قصوى، وأن على الحكومة اتخاذ الاجراءات والتدابير في التعامل مع جائحة كورونا بشكل يوازن بين الاعتبارات الصحية وتشغيل القطاعات الاقتصادية والحفاظ على أرزاق المواطنين»، وهذا كلام مفهوم ولا لبس فيه، والوصفة السحرية كيف ستفعل الحكومة الجديدة ذلك؟

هل الوصفة التي استخدمناها سابقا في الاغلاق والحظر الشامل والجزئي انقذتنا من تفشي الوباء وحافظت على وضعنا الاقتصادي، وماذا سنجرب الآن بعد كل ما فعلناه؟
أوامر الملك لرئيس الحكومة تتلخص بتحسين النظام الصحي، ورفع القدرة الاستيعابية للمستشفيات، وزيادة أسرة العناية المركزة، وتوسيع المختبرات، وانشاء مراكز للفحوص، وللأمانة هذه التوجهات أعلنت عن بعضها الحكومة الراحلة.
كل هذا ضروري ومطلوب وعاجل، وما نحتاجه خطة واضحة الملامح واجراءات فعالة تمنع انهيار منظومتنا الصحية، وتفرمل تزايد الإصابات، وتسيطر وتطوق تفشي الوباء، وبذات الوقت تدابير قابلة للتطبيق تدعم بشكل مباشر الناس والقطاعات الاقتصادية التي تضررت، وتوقف أنين المنشآت التي تتوجع من الحصار والإغلاق.

ننتظر تشكيل الحكومة، وننتظر أن نسمع خطة ونرى إجراءات تعيد الأمل اننا قادرون على الصمود وهزيمة كورونا.