في مثل هذا الوقت من السنة أوقف جميع نشاطاتي الثقافية من عقد الندوات أو حضور الأمسيات وما شابهها، و أضاعف من نشاطي الاجتماعي ، خصوصاً التواصل مع «المعتمرين» الجدد..
فكلما رأيت لافتة قماش على بوابة صدئة ، او «آرمة» مرفوعة بين «سيخي» حديد على واجهة بيت الدرج ..مكتوب عليها «عمرة مقبولة يابو محمد» او «تقبل الله طاعاتكم يا ابو يحيى» أو لمعت في عيني «قرعة» حجي وهو يودّع ضيوفه على باب الدار وإلا وغزوته بزيارة قريبة و»ملعوبة» . طبعاً الغرض من الزيارة ليس للتهنئة بالسلامة وامنيات القبول فقط ولا حتى من باب تأدية الواجب الاجتماعي وحسب..بل للاطمئنان على مستوى الحكاية والسرد عند الإنسان الأردني...
***
بعد حفلة «مباوسة « حسب خطة 3/3/2/2 يعني ثلاث بوسات على الخد اليمين ثلاث بوسات على الخد الشمال ..ضمتين على اليمين ضمتين على الشمال..لا بد لك ان تبادره بالسؤال التقليدي الذي يتكرر من قبل كل المهنئين: « ان شاء الله ما تغلبتوا بهالرحلة»؟؟..فيجيبك مبسطاً الأمور: (والله كيفية.. أحسن من هيك عبث..!!) فتتيقن من خلال هذه الإجابة الهادئة المختبئة خلف هذا الصوت الخافت: إنهم قد أكلوا مقلباً «اخو أخته» من صاحب الحملة!!..طبعاً بعد دقيقة واحدة من عبارة :»أحسن من هيك عبث»..تكتشف بأن الباص تعطّل على بعد 5 كيلو من القرية وأن الحجاج قد أدوا صلاة الظهر جماعة في مسجد عبد الرحمن بن عوف في القرية المجاورة وصلاة العصر ايضا في مسجد «ابن تيمية» على حدود القرية الثانية..ثم من خلال السياق تكتشف ان نفس «الحجي» هذا الذي يقول: «احسن من هيك عبث» قد اكل «قطف موز» كاملاً عند الغروب والباص لم يزل معطلاً بين القريتين...
المسكين ما ان يحاول أن يتحدث بلسان الرجل المؤمن الصبور على الشدائد حتى ينزلق لسانه ويخبرك انه عند استراحة «القطرانة» قد تعطل الغيار الأول والثاني في الباص فأكمل السائق طريقه وهو «يقوّم على الغيار الثالث»..ثم يعود ليطمئن نفسه من جديد» بس كانت ميسّرة الحمد لله»!!..فتهزّ رأسك موافقاً سيما وانت تستمع لمحطات «التيسير» العديدة التي ذكرها ..ثم يستأنف : «وبعد ختم الجوازات داخل الحدود السعودية «فقع» العجل الخلفي وما معناش سبير» ..ثم يتسلسل بالحكاية ..ويعرج على « المصران الأعور» الذي قد شدّ على الحجة فور وصولهم المدينة المنورة..وعن مشاكل بُعد السكن عن الحرم ، والازدحام في الطواف ، كما يذكر لك جنيسات المعتمرين هناك جنسية جنسية ..وفقدان حِرام «جلد النمر في الترويحة» ..وغيرها من المنغصات والمقالب المؤلمة ..ثم يختمها (بس بصراحة احسن من هيك عبث) ...
الغريب، احياناً لكثرة ما تسمع نفس القصص من معتمرين مختلفين تشك أن جميع «المعتمرين» في الأردن من الرمثا الى العقبة كانوا في باص واحد وفي غرفة واحدة لتشابه المواقف والمشاكل وطريقة سرد القصص حتى «فقدان حرام جلد النمر» في الترويحة..
طبعا، قبل ان تستأذن بالمغادرة..يحضر لك المعتمر الجديد كوبا قصيرا «90مل» من ماء زمزم وصحن صغير فيه 5 حبات عجوة «سيامية» تحتاج الى عملية جراحية لفصلها..ومسبحة غالباً ما «يقطع خيطها من أول لفّة»...
اما اذا كنت مقربّاً جداً من المعتمر ..فإنه يهديك «دشداشة» اذا ما لبستها فأنها تقريباً ستظهرك «زقّ» لولا «القبّة» والجيبة العلوية ..فهي تصف وتشفّ وحتى أنها تشوه العورة..
***
عزيزي المواطن الا تلاحظ أن سياسات حكوماتنا أصبحت تشبه «دشاديش العمرة» ..اذا ما هب الهوا معاها «عزارة» واذا ما هب الهواء ضدها «فضيحة»..
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو