الأحد 2024-12-15 02:24 ص
 

أزمة زعيتر .. من يدفع ثمنها السياسي ؟

09:26 ص

سواء أكان هناك أزمات او لم يكن، فان مجالس النواب تعيش تحت ضغط شعبي واعلامي سببه ا?ساسي صورة مجالس النواب المتوارثه. وكل مجلس يأتي يقع تحت هذا الضغط ويكون متهما بالضعف والتبعية للحكومات . ولهذا عندما تأتي اي مواجهة مع اي حكومة فان مجلس النواب يظهر حاملا المواقف ا?كثر تشددا ونرى هذا في مواسم الثقة والموازنة حيث الخطابات القاسية والعنيفة على الحكومات، لكن المحصلة ان المواقف والتصويت مختلف تماما عن مجرى الحديث وهذا ماكان مع اكثر من مجلس وحكومة .اضافة اعلان

الصغط الذي تعيشه مجالس النواب تحوله الى ضغط على الحكومات احيانا لكنه ضغط خطابي لأن المجلس عندما يصل الى سقوف الضغط يجد نفسه امام قناعاته او اشياء اخرى فمجالس النواب في داخلها قناعات سياسية اخرى تتعلق بالمصلحة في اسقاط كل حكومة او رد كل موازنة .
في قضية مثل جريمة قتل رائد زعيتر فان مجلس النواب يعبر عن قناعات شعبيه بان كيان ا?حتلال الصهيوني يجب ان يدفع ثمنا لجريمته والحكومة تدرك ان هناك ضرورة لموقف يرضي الناس ويكون بحجم الجريمة لكنها ليست متفقه في شكل العقوبة وبخاصة ما يتعلق بالمعاهدة وقطع العلاقات ولهذا دخلت الى مجلس النواب ببيان ادانة قوي ?يقل في مضمون ا?دانة عن مواقف اخرى، ومعها اعتذار او اسف من حكومة ا?حتلال عما جرى، لكن المجلس ذهب الى ما هو ابعد من خلال قائمة الشروط والمهلة او الهدنة مع الحكومة لمدة اسبوع لتنفذ المطالب، وكان مجرد الهدنة يعني فتح الباب للتفاوض او الحلول الوسط او ربما ?شياء اخرى .
مهلة المجلس تعني امكانية التصويت على الثقة بالحكومة، وحتى ان حدث التصويت فليس بالضرورة ان يعني رحيل الحكومة، ولنتخيل مثلا ان الجمود بقي وتم التصويت وبقيت الحكومة، عندها سيقع كل الثمن على المجلس وستعزز القناعة بان سقف المجلس خطابي .
لكن لو توقفنا عند مطالب المجلس فان بعضها ما ? تملكه الحكومة فقط، بل المجلس ايضا واعني معاهدة السلام اي قانون المعاهدة الذي يملك المجلس آلية للتصويت عليه والغاء المعاهدة ان قرر المجلس ذلك وسيتبع هذا ضمنا اغلاق سفارة ا?حتلال وعودة سفيرنا.
لكن الجميع على قناعة بان الذهاب الى نهاية ا?مر في ملف المعاهدة ليس امرا سهلا بل له تبعات كبيرة تتجاوز حدود العلاقة بين المجلس والحكومة، وحتى ا?فراج عن الجندي الدقامسة فانه حديث عن حكم قضائي ?تملك الحكومة وحدها اتخاذ قرار بانهائه فهو يحتاج الى عفو خاص او ليكون جزءا من عفو عام ، وما تملكه الحكومة مباشرة هو طرد السفير ا?سرائيلي وهو قرار ?يعني بالضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بل هو اجراء تصعيدي بين الدول .
ربما الفرق بين الحكومة واي جهات اخرى ان الحكومة تعلم جيدا انها ستتحمل كسلطة تنفيذية تبعات قطع العلاقات الدبلوماسية في معادلة علاقات ا?ردن الدولية، ولهذا عندما حكم ا?خوان المسلمون مصر عاما كاملا لم يمسوا العلاقات مع كيان ا?حتلال ولم يطردوا سفيرا?حتلال بل ارسلوا سفيرا مصريا الى تل ابيب .
قضية المعاهدة والسفير ستبقى تظهر مع كل ازمة تخص الملف الفلسطيني وممارسات كيان ا?حتلال، وربما من الضروري ان ?يكون طرحه مع كل قضية ?ن المطالبات التي ?تتبعها استجابات تحول المطلب الى قضية شكلية، وبخاصة ان البعض ?يتحدث به ا? ضمن معادلة العلاقة مع الحكومة وليس على ارضية الموقف الجذري من المعاهدة، مع ا?شارة الى وجود مواقف ترفض مبدأ المعاهدة .
تابعنا العديد من التحليلات عن خيارات ا?سبوع وهي دقيقة من حيث القراءة السياسية والدستورية لكن ا?مر قد يكون مرتبطا ايضا بقراءة صاحب القرار لمستقبل الحكومة او اداء النواب او للقضية كلها، وهل يستوجب ا?مر دفع اثمان سياسية مثل رحيل الحكومة او اتخاذ خطوات دبلوماسية من العيار الثقيل تجاه اسرائيل ، ويكون الدفع ليس في اول لحظات القضية بل بعد اكثر من اسبوع .
اسئلة قد تكون نهايتها حلا وسطا او حلا اداريا تكتيكيا، او ربما ترك المجلس يجد الحل للسقف المرتفع من المطالب والشروط التي ألزم نفسه بها وجعلها شرطا مقابل استمرار الحكومة .
الحكومة بعد حوالي 18 شهرا من وجود الرئيس على راسها في وضع يختلف عن مجلس امضى حوالي عاما من عمره، ولهذا فالحسابات عديدة لكن ربما يكون الحل سهلا وبسيطا لكن هنالك ثمنا سياسيا سيدفعه طرف ما، ربما ليس هذا ا?سبوع .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة