كما زفرة الضيق من موظف الأمن، الذي يفتح باب صندوق السيارة المقابلة، ويغلقها في لحظة، والتساؤل أن هكذا فتش وانتهى؟ نخاف على احتمالات النجاة المهددة بفعل التراخي وحسن الظن.
كما الرجاء أن نكون فردا من عائلة هذا الأب، الذي يحاور بائع التين من أمام المسجد بعد صلاة الجمعة، تحت القيظ ووسط الزحمة، نتمنى لمة أمام المجلة الرياضية، حتى لو لم يتابعها أحد.
ننتشي من رائحة عطرة قديمة في ليل الشوارع، لا نعرف مصدرها إن كان خيالا مزروعا في الذاكرة أم غصنا مال من فوق إصيص تنكة الزيت، تسقيه عجوز طاعنة في الأمل، أن يرفع أحدهم رأسه ويبتسم في وجه شرفتها.
نغامر في العبور تحت جسر المشاة، مدججين بالثقة في طول بال السائقين، وحسن تقديرهم للأمور، وأطراف ابتسامات مرسومة على شفاههم بعد أن تذكروا أيامهم الحلوة وهم يقطعون الشوارع، في نصف تردد و استسلام كامل.
نغتاب مع أنفسنا مراجع البنك “الفتح”، يتحين فرصة بطاقة ليس لها صاحب، ليقفز عن طابورنا الطويل، وننتظر أن يوبخه الموظف الصاحي، فنشمت باستهزائه بالنظام وخروجه عن الصف، وفي قرارة أنفسنا نتمنى لو أنه فعلها، لو أنه نحن!
كما الباحثين عن أي زاوية منسية تصنع يوما بليلة من الدهشة وتقتل الروتين، نتدعثر خطأ بقصة شجرة الميسة الوحيدة في قرية زوبيا، لا يزال الأهالي هناك يعلقون عليها ملابس الصغار درءا من العين والحسد، لنمارس فيما بعد هواية الاستغراب المبالغ فيه، من جهل السامعين بالحكاية لأول مرة.
كما مدعي المصالحة مع الذات والآخرين، نتفانى في كيل الإعجاب والتعليقات المحشوة بمفردات متراصة، نحو صور السعادة الأبدية ومهرجانات الفرح الصيفية، والابتسامات الكثيرة بوجه نادل المقهى المتعب، نتجشأ زفرات الغضب من أنفسنا ومن الآخرين، على الكذبة الكبيرة التي تتمدد قبلنا في الفراش قبل أن نطفئ شاشات القلق.
مثل عشاق فتحات أبواب الجيران الضيقة، والنظرات التي تسبق رغيفي خبز “القرضة”، تطفئها لمسة أصابع وجلة، تكفي وحدها زادا لست ليال طويلات، وطموحات تعلو فوق الشجرة المجاورة، استأنست ساعدي فتى مدفوع بالنخوة للمعاونة بأي شيء، يضمن له نظرة واحدة وصحن سلطة من يديها. نصحو من غفلة حلم اليقظة إلى حقيقة أضواء عرس “التيك أواي”.
نغالي في المحبة والورد لتكون الصدمة أكبر بعد الفراق. نغمس أرجلنا إلى منتصفها في برك الطين، قبل أن يتحول اللهو إلى معركة. ثم نفسح الطريق واسعا لمن هب ودب يقرص ثنايا الخصومة بأصابع الكيد والغل، ونحن نعرف أن نصف الألم وهم لئيم، يقينا برد الشوق للرجوع، ويدفئ أطرافنا المرتجفة للسلام، فنكبر بأعين مراقبين عن كثب، احتراق آخر المراكب.
حالات تشبهنا، قصص تلوك بسيرتنا ليل نهار، على ألسنة أناس لا نعرفهم، يقولون إنهم عاشوها قبلنا أو بعدنا، لندرك كم نحن نعيش تحت سقف واحد!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو