لا نشارك السيد رئيس الوزراء تفاؤله بقانون جديد يعيد لأحزابنا دورها الحيوي في بناء التوجه الديمقراطي لبلدنا!. فقانون الأحزاب مهما كانت درجة تقدميته لا يصنع أحزاباً!!. ووزارة الزراعة لا تقيم زراعة. ومثلها وزارة التنمية السياسيّة لا تغيّر واقع الحياة السياسية في بلدنا!!.
أحزابنا منذ عام 1998 بقيت وراء حركة المجتمع. فالوطنية الإصلاحية منها تكاثرت كالفطر، ونمت دون جذور فكرية. وقتها قال جلالة الراحل الحسين: الزحام يعيق الحركة!، ولم تستطع الدولة، بقانونها، ان تضع حدوداً لمكونات غير قابلة للحياة.. لأن ذلك يجعلها تعود إلى «الفترة العرفية» وشهدنا أحزاباً تتألف من العائلة الصغيرة. وكنا نتابع تجمّع عشرة أو أكثر من هذه الأحزاب في حزب واحد.. وكنا نفجع بانفراطه.
والأحزاب الدينية السياسية تجعلنا نحزن على تخلفها عن حركة التطور الديمقراطي رغم قبولها بدستور المجتمع المدني الوضعي..
وبدلاً عن تشميرها عن الساعد وأخذ موقعها في ورشة البناء، فإنها أكتفت بالانتقاء من موقفها على الرصيف: لا للصوت الواحد، ولا لاصلاح ناقص، ولا لمكافحة الفساد والفساد مستمر ولا للانتخابات النيابية، والانتخابات البلدية.. دون أن نرى البديل في خطط واضحة تثري العمل الشعبي، وبقيت هذه الأحزاب على أبواب الجوامع يوم الجمعة، ومكبرات الصوت على «البكب» الزرقاء!!.
ونقف أمام الأحزاب العقائدية القومية والأممية التي ورثناها من الخمسينيات، فنجد أنها حنطت نفسها في تلك المرحلة.. وحين قفزت على موجة العمل الفدائي، والمنظمات الفلسطينية المسلحة، أصابها ما أصاب العمل الفدائي المسلح .. وساحت في الأرض طوعاً وهواية.. وحين قرر الراحل الحسين أن يغيّر.. وأن يطلق ربيع نيسان، عادت هذا الأحزاب التي غيّرت جلدها وحملت السلاح ثم تخلت عنه.. إلى المسرح السياسي الأردني بأسماء جديدة، في حين أن العقلية السياسية بقيت كما هي: الولاء للديكتاتوريات، والقيم بعد سقوطها، والضياع بعد الكفاح المسلح وبعد القفز على الموجة الديمقراطية!!.
أحزابنا اخذت فرصتها، لكنها مع الأسف بقيت خلف أشواق الجماهير، وأبعد كثيراً عن النظام السياسي، ونيسانه، واستعداده للتغيير!!.
الرئيس النسور يعرف أكثر منّا عقدة العمل الحزبي، ولكنه متفائل.. ومع أننا لا نشاركه التفاؤل بالمكونات الحزبية القائمة، إلا أننا نشعر بأنه لا بدَّ من وجود تيارات تحمل الهواء النقي إلى البيت، وتحمل الفكر المبدع في هذا اليباب. فقد انتقلت السياسة من الفلاسفة الى الفضائيات ومن علماء الاجتماع الى علماء الشتم والتكفير والتخوين!!. ومن العمل الحزبي الدؤوب إلى تظاهرات عجفاء لا تحمل صفة الجماهير وملامحها وقسماتها!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو