الأحد 2024-12-15 08:01 ص
 

أنا في وسط البلد

06:54 ص

انتهزتُ «عزوبيتي»، وصحوتُ مبكّرا، وتسللتُ الى كراج العمارة مستغلاّ الهدوء التام حيث كان سكان العمارة يغرقون في سباتهم العميق، وصوبتُ سيارتي، بالقليل من البنزين المتوفر فيها، واتجهتُ نحو المكان الأثير والمفضّل لديّ وهو «وسط البلد». وقد طلب مني «محمود الخطيب» أن أشتري له «قطة» كالتي اشتريتها لولدي خالد الاسبوع الماضي. وطلبت مني «مها» كتاب طه حسين «الأيام»، وطلب مني «عمّي الدكتور يونس» اسطوانات قديمة كالتي كانت تُستعمل أيام «سفر برلك».اضافة اعلان


وضعتُ طلباتهم جميعا في «رأسي» وسرتُ مستمتعا ببداية النهار في قلب العاصمة عمّان.
كانت معظم المحال مغلقة، وبعضها كان اصحابها «يشطفون» امامها، إعلانا عن فتحها.
أول ما فعلته الاتجاه مثل «الطّلَق» نحو مطعم شعبي في دَخْلة «سينما الحمرا»، ووقفتُ بين الكائنات منتظرا دوري لشراء «سندويشة فلافل» ساخنة.
كل ذلك جرى قبل التاسعة صباحا.
«معطتُها» ـ شو هالألفاظ البلدي ـ، وغصتُ بين الزحام، واضعا في اعتباري طلبات أصدقائي الذين ليس لديهم المزاج ولا الوقت للقيام بمهمة النزول الى وسط البلد. وكالعادة، كنتُ الممثل الشرعي وغير الوحيد لهم.
الحلو في «سنكحة «وسط البلد، أنك كل مرة تُفاجأ بأشياء تراها لأول مرة. سواء في «الملابس والأحذية البالة» أو الانتيكات وما رماه اصحابها من كتب وثريات ولمبات ومسجلات. ويمكنني القول وبكل ثقة، أنك يمكن أن تجد كل ما لا يخطر ببالك من «أوسمة» لشخصيات» أحيانا تجد أسمها محفورا عليها، ولا تعرف كيف وصلت الى «سقف السيل».
اصطدمتُ بـ 5000 بني آدم وانا اقفز بين «بسطات « البائعين، وللأسف لم أعثر على طلب «محمود» ولا طلب «عمّي»، وكانت «مها» وحدها «المحظوظة»، حيث عثرتُ لها على نسخة قديمة من كتاب عميد الادب العربي طه حسين.
الجديد في سقف السيل، وجود بكمات كانت تبيع «الأغنام» مع اقتراب عيد الأضحى، وفوجئتُ بأحدهم يعرض سيارة «هايبريد» للبيع وقد اوقفها بين بائعي «الموبايلات» و»ملابس البالة».
وأثناء «سنكحتي» التي استمرت ساعتين ونيّف، كنتُ أسمع بعض العابرين، يردون على الهاتف ويقولون للمتّصل: «أنا في وسط البلد».
وعلى الفور أدركتُ أن الرجل «من الأثرياء» وقد جاء «يستعرض» أنه «متواضع» وينزل الى «وسط البلد». فتذكّرتُ قول الشاعر «عرار»:
«الله يعلم والأيام شاهدة
أنّا كِرامٌ، ولكنّا «مفاليس»!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة