يعتبر الأردن بلدا متقدما قياسا على معظم بلدان العالم الثالث أو البلدان النامية فلدينا نسبة تعليم عالية جدا ولدينا أكثر من ثلاثين جامعة ومعهد عالي ولدينا بنية تحتية يعترف بأهميتها القاصي والداني ولدينا عاصمة جميلة جدا من أنظف عواصم العالم ولدينا أشياء كثيرة لا مجال لذكرها الآن لكن ينقصنا النقل المنظم فهذا القطاع مع الأسف الشديد من القطاعات الفوضوية المنفلتة ولم ينجح كل وزراء النقل المتعاقبون بحل مشكلته وإذا سأل البعض عن السبب فهو وجود مواطنين متنفذين يملكون عددا كبيرا من باصات النقل العام ولا يقبلون أن تنضوي باصاتهم تحت لواء شركة لأنهم يشغلونها بطريقة الضمان فالسائق يدفع لصاحب الباص مبلغا معينا وهو حر في أن يعمل ساعات طويلة ويسابق الريح ويرتكب المخالفات ويخترق كل القوانين والأعراف حتى يؤمن مبلغ الضمان ومبلغا آخر له ولعائلته ومن هنا تأتي الشكاوى على الحافلات المتوسطة وعلى تجاوزات سائقيها وقد لا يصدق أحد بأن بعض هذه الحافلات يسجل سائقوها ما لا يقل عن خمسمائة مخالفة سير في السنة.
فوضى النقل العام نعاني منها جميعا ومن يركب أحد باصات النقل العام المتوسطة يضع روحه على كفه لأنه قد يتعرض لحادث بسبب رعونة القيادة والتجاوزات الخطرة والوقوف المزاجي والسرعة العالية وقد سمعنا ورأينا عشرات الحوادث التي إرتكبها بعض سائقي هذه الحافلات.
النقل العام يمكن تنظيمه بسهولة ويسر لو كانت هناك إرادة لدى الجهات المعنية فقرار واحد فقط يقلب معادلة النقل العام بشكل لا يتوقعه أحد وهذا القرار هو تأسيس شركات نقل في كل مدينة ينضوي تحت ألويتها كل الباصات العاملة هناك وتشكل لجان لتقدير ثمن كل باص بحيث يكون لكل مالك باص أو أكثر أسهم تعادل الثمن المقدر لباصه أو باصاته ويكون لكل شركة مجلس إدارة ومدير عام وتنطلق الباصات بشكل منظم ولا يقوم السائقون بمسابقة الريح ليحصلوا مبلغ الضمان لأن لكل سائق راتب آخر الشهر وتأمين صحي وضمان إجتماعي.
إذا ما أصبح لدينا نقل عام منظم فسنوفر مبالغ كبيرة من التي تصرف الآن لشراء البنزين فأصحاب السيارات الخاصة سيستعملون باصات النقل العام ليصلوا إلى أعمالهم خصوصا إذا كانت هذه الباصات تنطلق في أوقات محددة وتعود في أوقات محددة كما أن أزمات السير ستخف كثيرا أو تتلاشى لأن عددا كبيرا من السيارات لن يتحرك.
تنظيم النقل العام مسألة ضرورية جدا ففي أوروبا من النادر أن يستعمل مواطن سيارته لأن باصات النقل العام تأتي إلى المواقف المحددة لها بشكل منتظم وبوقت محدد ولا يمكن تجاوز هذا الوقت أبدا وصدقوني إذا قلت لكم بأن المواطن يستطيع ضبط ساعته على وقت وصول الحافلة إلى الموقف.
نتمنى على وزارة النقل أن تبادر إلى إتخاذ خطوة جريئة وحازمة بتنظيم عمل الباصات وتأسيس شركات نقل في كل المدن الأردنية لضبط الباصات التي أصبحت تشكل خطرا على الوطن والمواطنين.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو