الأحد 2024-12-15 01:10 م
 

ارتفاع درجات الحرارة يضاعف معاناة اللاجئين السوريين

12:46 ص

الوكيل - ما إن تسدل الشمس ستارها وتغيب تدب الحياة في مخيم الزعتري بعد نهار طويل مشبع بارتفاع درجات الحرارة غير الطبيعية مصحوبة بعواصف ترابية خاصة في ساعات العصر وحرائق في الخيم بين فترة و أخرى.اضافة اعلان


ولزائري المخيم ملاحظة أن الحياة في شوارع مخيم الزعتري للاجئين السوريين هذه الأيام مختلفة ما بين ساعات النهار والليل بسبب موجة الحرّ التي تمر بها البلاد هذه الأيام.. فتزدحم حارات المخيم بالمتسوقين الساعين لتأمين مستلزماتهم والتي حالت ارتفاع درجات الحرارة دون قضائها نهارا.

ويصف أحد اللاجئين السوريين و يدعى نهار سليماني، مخيم الزعتري هذه الأيام ب«الكتوم» في اشارة الى انعدام الحركة فيه نهارا بسبب ارتفاع درجات الحرارة ،وقال: «ارتفاع حرارة الجو في مثل هذه الأيام ينذر قاطني المخيم بعدم الخروج نهارا من مساكنهم سواء اكانت خيمة أم كرفانا».

وأضاف يقول:» عدا عن العواصف الترابية التي تهب على المنطقة بين الفترة والأخرى، مما يجعل العيش في الخيم أمرا صعبا ويشكل معاناة كبيرة على اللاجئين، بالإضافة إلى إمكانية حدوث حرائق الخيم الأمر الذي لا ينتظره أحد في المخيمات».

ورغم تأكيدات لاجئي المخيم بغلبة النوم على حياة اللاجئين السوريين طوال النهار هربا من حرارة الشمس القاسية في منطقة صحراوية أصلا ،الا أنه يضطر بعض اللاجئين الى مجابهة حرارة الشمس من خلال مضيهم بالعمل من اجل تأمين لقمة عيشهم اليومية.

و تتخذ «سمية» وهي لاجئة في المخيم وأم لأربعة أطفال ،احتياطاتها اللازمة من أجل عدم اصابة اطفالها بأمراض طارئة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي ما زالت مستمرة منذ أيام من خلال الحرص على النظافة قدر الإمكان في وقت تنعدم فيه وسائل حفظ الأطعمة المبردة لديها.

فيما أوضحت اللاجئة الخمسينية «أم هادي» بأن النوم داخل الخيم في الحرارة المرتفعة صعب للغاية خاصة في ظل انقطاع الكهرباء في بعض الأيام، قائلة «: إننا لا نستطيع النوم خارج الخيام نظرا لتلاصقها ببعضها، والخوف على الأطفال من لدغات العقارب والحشرات، والتي تنتشر في الصيف كما هو معروف».

و ذهب اللاجئ محمد قنوه «ابو رامي» الى القول :»أشعر بأننا في سجن كبير،فيوم السجين لا يختلف عن غيره من الأيام ومنها أيام الحرّ الشديد والقاسي»،مؤكد أن ما يقوله لا علاقة له بشكل وطبيعة الحياة في المخيم، بل من حالة اللجوء عموما والشعور بالانقطاع عن الأهل والأجواء التي اعتاد عليها قبل قدومه الى المخيم.

وتذرف اللاجئة شروق مصري دموعها لتمتزج بذكريات اعتصرها الألم على ما فاتها في الماضي القريب، وتقول :» لم يعد لحياتي في المخيم أي معنى في ظل الظروف الجوية السائدة التي أزّمت معاناة لجوئهم»، مضيفة أن كل ما تفعله هو الجلوس في ساعة متأخرة من الليل على باب الكرفان وتأمل القمر، ومن ثم البكاء بحرقة «إذ إنه ذات القمر الذي يشرق على سورية ولكن نحن في منزلنا لا في بلاد اللجوء».

يشار الى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين و ادارة المخيم تقومان بتأمين الكرفانات لإيواء اللاجئين وحمايتهم من حر الصيف وبرد الشتاء، وهي مصممة بجودة عالية من حيث نظام العزل وأرضيات الجلد وبمواصفات فنية عالية، وقد استبدلت بالخيم بعد احتجاجات ومطالبات من اللاجئين للتخلص من الخيم التي تتطاير في الشتاء بفعل العواصف والشتاء.

وتتراوح نسبة من يمتلكون كرافانات للسكن ما يزيد عن 85% من مجموع اللاجئين السوريين القاطنين بوجه عام في مخيم الزعتري وقد بادرت العديد من الدول لتقديم تبرعات لصالح اللاجئين السوريين بشراء او تصميم كرافانات مطابقة لمواصفات السكن الملائم.

الراي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة