ازدياد وتيرة العنف المجتمعي لمصلحة من .. ؟

الوكيل - علي عبيدات - ازدادت تقارير الأمن العام والدفاع المدني التي تتحدث عن مشاجرات واسعة واعتداءات على الطريق العام في الآونة الأخيرة، وتعد هذه الظاهرة غريبة على الشعب الأردني المتماسك والذي يعرف أهله بعضهم ويجمعهم الدم والنسب والجيرة وشراكة اللقمة والتاريخ والجغرافيا.

من هذا ما يصل 'الوكيل' من صور لمشاجرات ولمصابين في المستشفيات، وقضايا في المحاكم وطلب اعفاءات طبية وتقارير عجز ابتلي بها احد اطراف هذه المشاجرات، فلا تخلو صفحتنا على الفيس بوك 'اكبر صفحة لإعلامي أردني' أو موقعنا الإخباري الذي يتابعه الملايين من هذه الأخبار والصور التي نتعمد أحياناً عدم نشرها كلها والإكتفاء ببعضها لكي لا نشوه الوجه الأردني المتحضر والألفة الأردنية التي يتعكر صفوها مؤخراً لعدة أسباب لا ذنب للمواطن الأردني -الطيب - فيها.

يشار إلى أن نسبة اللجوء في الأردن واستوطان الملايين فيه ساهمت في بعد الناس عن بعضهم وتفشي ظاهرة المصلحة والأمراض الإجتماعية 'نفاق،غش،نصب،تشكيك..الخ' بالإضاف إلى اكتظاظ المباني والشوارع الدائم بالغرباء وسلوكياتهم الغريبة التي اضافت على شارعنا الأردني (سلباً وايجاباً) الكثير من الظواهر.

ومن الجدير ذكره، أن تردي الحالة الإقتصادية (انخفاض الأجور ،ارتفاع الأسعار، البطالة، ازدياد الباحثين عن عمل من جنسيات أخرى) ساهمت في بحث المواطن عن شيء يشغل أوقات فراغه، فصار يبحث عن المشكلة ولا ينتظر أن تواجهه المشاكل، فنرى في الشارع مشاجرات عنيفة بسبب تأخر مركبة عن فتح الطريق لمركبة خلفها، ونرى عراكاً مهولاً سببه اختلاف زبائن يقفون على بوابة مخبز أو في دائرة حكومية.

ازدادت وتيرة العنف المجتمعي تزامناً مع سوء الحالة الإقتصادية، وقد تأثرت المنظومة الأخلاقية أيضاً ومنها السبّاب والشتم وحتى سب الذات الإلهية، ظواهرا لا يمكن التغاضي عنها، فأن تمشي في شارع من شوارعنا فهذا يعني أنك ستسمع الشتائم وسترى الظواهر المحزنة والغريبة عنا.

من الواجبات الملقاة على عاتق الحكومة في هذا الصدد، اطلاق حملات توعوية تعيد من حاد عن طريق الأخلاق إلى طريق الصواب وتصحح مسار الأخلاق السويّة التي تحلى ويتحلى بها أبناء الأردن بشهادة الجميع، وكذلك الحال على المواطن أن يترك بصمة طيبة في حياة كل من يقابله ويرى فيه سلوكا خاطئا بنصحه ووعظه، فالأردن لنا أولاً وآخراً ولا بد أن تعود مياهنا صافيّة زلال في وقت قريب.