ليست المرة الأولى، بل منذ سنوات طويلة وهناك حديث مقصود حول استثناء الجامعات واقصد المكرمة الملكية لأبناء العاملين والمتقاعدين العسكريين، وأبناء العاملين في التربية، ولحقتها مكرمة أبناء المخيمات، وهذا الحديث يأتي تحت أكثر من عنوان منها اليوم العنف الجامعي ومستوى التعليم.
وربما لا يعلم البعض أن مكرمة أبناء العاملين والمتقاعدين في القوات المسلحة والتي بدأت منذ بداية الثمانينات من أعظم الخطوات على صعيد العدالة الاجتماعية التي تبنتها الدولة وكانت مكرمة سامية من الحسين رحمه الله، حيث قدمت فرصة التعليم العالي لأبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة التي يمثلها أبناء المؤسسة العسكرية، وهذه المكرمة أنصفت العسكري وأبناؤه وهو صاحب الدخل المحدود، أو من سكان محافظات لم تصلها العدالة على مستوى التعليم الثانوي، فكانت تلك المكرمة هامة في تحقيق التوازن على صعيد التعليم العالي ثم الحصول على فرص الوظيفة بين من لا يملك ومن يملك.
واليوم لو أجرى مركز دراسات محايد وموضوعي دراسة على أثر مكرمة الجيش لوجدنا أثراً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً كبيراً يتجاوز حدود تأمين المقعد والرسوم الجامعية لأبناء العسكر.
مكرمة أبناء القوات المسلحة هامة مثلما هو إنشاء الخدمات الطبية الملكية التي قدمت وتقدم التأمين الصحي ليس للجندي والضابط بل لعائلته ووالديه، أي أشبه بتأمين صحي شامل حيث لا تخلو أسرة من منتسب للمؤسسة العسكرية، والمبادرتان الملكيتان من أدوات تعزيز قدرة فئات واسعة من المجتمع وفي كل المحافظات على العيش الكريم حيث التعليم بأنواعه والتأمين الصحي، ليضاف إليهما صندوق الإسكان العسكري الذي يساعد على تأمين السكن وتعزيز قدرة الراتب على توفير حياة معقولة.
وحتى مكرمة أبناء العاملين في التربية وأبناء المخيمات والأقل حظاً، فكلها جاءت لإنصاف فئات من الأردنيين ومساعدتهم على التعليم أي مقاومة الفقر، فالتعليم هو السلاح الحقيقي للحياة.
حين جاءت كوتا المرأة في البرلمان دافع عنها أنصارها بأنها انحياز ايجابي، ونحن نقول أن مكرمة أبناء الجيش والتربية والمخيمات والأقل حظاً إنحيازات ايجابية، تساهم في عدالة اجتماعية وإنصاف لغير القادرين على تعليم أبناءهم.
أما الربط بين هذه المكرمات وظواهر سلبية في المجتمع منها العنف فالأمر يحتاج إلى دراسة موضوعية، فمكرمة الجيش مثلا بدأت من عام 1981 ، فلماذا لم يظهر ارتباطها بالعنف إلا في سنوات أخيرة، ثم إن أعداد المستفيدين خلال ( 33 ) عاماً بلغ مئات الآلاف فهل نربط بين سلوك عنيف مرفوض يمارسه البعض وبين مكرمة قدمت الإنصاف لفئات واسعة من الأردنيين علماً بأن العنف في جامعات خاصة أيضاً وليس في الحكومية فقط.
وحتى مستوى التعليم فان هناك عشرات أو مئات الآلاف من الطلاب درسوا عبر العقود في الخارج وكانت معدلاتهم في التوجيهي متدنية فذهبوا إلى أوروبا الشرقية ودول عربية وأوروبا وأمريكا وعادوا بشهادات، فلماذا ننسى أولئك الذين ساعدتهم قدراتهم المالية على دراسة الطب والهندسة بمعدل60% في التوجيهي، ونربط بين مستوى التعليم ومكرمات الجيش والتربية والمخيمات! وحتى مكرمة الجيش فإنها لا تمكن طالباً من دراسة الهندسة مثلاً بمعدل أقل من 80% وهو أمر يمكن لأي طالب الحصول عليه في جامعة خاصة داخل الأردن!
بدلاً من الاستهداف المستمر لهذه الخطوات الهامة والتي ساهمت بإنصاف فئات واسعة من الأردنيين فلنذهب إلى الخلل الحقيقي في قطاع التعليم المدرسي أو الجامعي.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو