الأحد 2024-12-15 02:21 ص
 

افتحوا عيونكم إنها مفاوضات لشراء الوقت

06:05 ص

ظهر الى العلن حصاد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد اشهر من اللقاءات خلف أبواب مغلقة وهو حصاد بائس بالنسبة للفلسطينيين مما دفع رئيس وفدهم المفاوض صائب عريقات الى تقديم استقالته . هذه الاستقالة أفسدت الاحتفالات التي شهدتها رام الله بمناسبة عملية الإفراج عن 126 أسيرا التي قدمت كثمرة إيجابية للمفاوضات مع ان الإسرائيليين حرصوا ان ينغصوا هذه الاحتفالات عندما قررت حكومة نتنياهو بناء الاف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة المحتلتين مقابل الإفراج عن العدد المشار اليه من الأسرى . اضافة اعلان

استقالة عريقات مناسبة لكي تعيد القيادة الفلسطينية قراءة واقع قضيتهم وخاصة ما يجري في الضفة الغربية والقدس ومعالم هذا الواقع هي : 1- ان الإسرائيليين سائرون على خارطة طريق استراتيجية كان قد اعلن عنها شارون في عام 2003 بعد ان فرغ من تدمير السلطة وازاح اتفاق اوسلو من طريقه ، وبدأ بتنفيذها في عام 2004 عندما قام بالفصل والانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة ليباشر بعد ذلك عملية الفصل في الضفة والقدس ، بدأً بالجدار العازل الذي تابع نتنياهو بناؤه بحماس.
2- الاستراتيجية المذكورة التي نشرت وتم تداولها في وسائل الإعلام وندوة هرتسليا في عام 2005 تقوم على فكرة قناعة الأغلبية الإسرائيلية بان السلام لا يجلب الامن وان الفصل الأحادي هو الحل من خلال توجيه النمو الديموغرافي للإسرائيليين بمن فيهم المستوطنين الى القدس والضفة بتكثيف الاستيطان في الكتل الكبيرة .
3- الاستيطان + الجدار العازل يقسم الضفة الى ثلاثة كانتونات غير القدس تقطعها المستوطنات وشبكة طرق وأنفاق ويضاف اليها منطقتين امنيتين في سلسلة جبال الضفة وعلى نهر الاردن مما يترك للدويلة الفلسطينية 58? فقط من أراضي الضفة من اجل ان تحكم المدن والمناطق الفلسطينية الكثيفة السكان مع قليل من الارض .
4- اما الهدف النهائي للاستراتيجية الإسرائيلية فهي « تذويب دولة الكانتونات الفلسطينية في الدولة الاردنية من خلال فدرالية او كونفدرالية .
منذ عام 2003 اسرائيل لا تتفاوض وإنما تنفذ استراتيجية الفصل الأحادي الجانب بالاعتماد على عدة ركائز اولها الاستيطان وصولا الى رسم الحدود النهائية لإسرائيل مع عزل الكثافة السكانية الفلسطينية وفصلها عن اسرائيل المقبلة كما فعلت مع قطاع غزة وهو عزل يؤيده الراي العام الاسرائيلي المتخوف مستقبلا من القنبلة الديموغرافية الفلسطينية .
اسرائيل تستخدم المفاوضات لشراء الوقت لتنفيذ استراتيجيتها المذكورة التي حققت نجاحات كبيرة في ظل المستجدات الفلسطينية والعربية الكارثية التي جعلتها في وضع من يقطع الكعكة بدون مقاومة فلسطينية وعربية تذكر . والبرهان على كل ما أقول هو ما يجري على ارض الواقع في القدس والضفة . وإسرائيل ما كانت لتقبل الدخول باي مفاوضات مع الفلسطينيين بشرط وقف الاستيطان حتى لو اعترفت غزة ورام الله بها كدولة يهودية .
افتحوا عيونكم انها مفاوضات لشراء الوقت وبمواجهة المخطط الاسرائيلي يجب إعادة القضية الى الطريق الصحيح كقضية نضال وطني . انها ليست معركة من اجل كسب الاعتراف ( بالدولة ) لان فلسطين ليست دولة بوجود الاحتلال ومن الخطأ ان يفاوض الفلسطينيون بوصفهم دولة وانما كحركة تحرير وطني بحيث تقوم الدولة كنتيجة للتسوية وليس قبلها لان المفاوضات بين الدول تقوم على تعديلات الحدود والقضية الفلسطينية ليست قضية حدود انما انهاء احتلال وتقرير مصير وحق العودة .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة