لا تكفي الذاكرة وقبلها التاريخ للحفاظ على ريادية الادارة الأردنية لضمان حضورها في صفحات الزمان والمكان , ولا يكفي الحديث عن الماضي التليد للولوج الآمن إلى المستقبل الذي يتغلب فيه الطالب على اساتذته مجتمعين بحكم اختلاف ادوات العمل ومفاهيم العصر .
قصة نجاح الادارة الأردنية وتصديرها للخبرات ظلّت مثل اغنية جميلة نرددها في الافراح والمناسبات السعيدة لكنها فقدت نوتتها الموسيقية المكتوبة وصارت تُعزف على السماع فقط ولمن يتذكر , في حين ان التلاميذ المحيطين بنا سبقونا كثيرا , وهذا ما سعى الملك إلى توصيله خلال انتقاده لاداء الادارة الاردنية وترهلها في بعض المفاصل الحساسة وفي السلوك العام لمؤسسات الدولة .
خلال عقود ماضية كان الاردن علامة مميزة في الادارة وكان بيت خبرة لتصديرها , والمفارقة العجيبة ان الخبرات بقيت وتطورت وما زالت تحتل مواقع متقدمة في مؤسسات الجوار بل ونقلت الحداثة الى كل مفاصل عملها خارج الجغرافيا وتراجعنا نحن كدولة , أي ان الخلل ليس في الاداء والتحصيل الفرديين بقدر ما هو في المنظومة الادارية وما اعتراها من تشوهات وإنزالات على المؤسسات الرسمية التي فقد الفرد فيها مستقبله .
كل من يزور دول الجوار المُستوردة للخبرات يلمح المواقع الادارية المهمة التي يتبوأها الاردنيون حتى في الدول المختلفة مع السياسة الاردنية وهناك دول تراجعت عن توصيف الاردن وتصنيفه داخل خانة دول الضد لحاجتها الى الكفاءات الأردنية تحديدا في الصحة والتعليم وثمة تَطور واضح في سلوك دولة خليجية كانت تضع قيودا على استقدام الأردنيين بعد ان دخلت مشاريعها في مأزق الوقت سوء التنفيذ وبدأت في الانفتاح على الكفاءات الاردنية خاصة في الطرق والجسور .
ازمة الادارة الاردنية في العقل الاداري والقرار التنفيذي الذي اهدر حقوق الكفاءات الاردنية لصالح امور اخرى, وجاء الانتقاد الملكي لاعادة الصواب الى عقل الادارة المُنفلت والذي جعل من تردّي الاداء سمة ومن رعب المؤسسات عن المشاركة في الجوائز منهجا , فهذه الادارات اكثر ما تحبه هو الانكفاء على الذات حتى لا تصبح مطمعا لاحد او لرقابة الصحافة .
استعادة الريادة في الادارة ليست صعبة في بلد يتحرك على بحر من الجامعيين والكفاءات العائدة من دول الغرب بعد انهاء التعليم او من تلك العائدة من دول الجوار بعد نكايات سياسية , وتحتاج الى ادارة منفتحة على العمل وعلى الكفاءات وليست منفتحة على مخرجات الولائم والعلاقات , وتحتاج الى ثبات في عمر الادارات وعدم اخضاعها للرغائب الشخصية للمسؤول .
الادارة في الاردن بحاجة الى ادارة عادلة وتعتمد على الكفاءة والنزاهة في الاختيار وكلنا يعرف الحكمة القائلة “ هناك مدير جيد ومدير فاشل وليس موظف جيد وموظف فاشل “ وهذا ما نريد استعادته وهذا ما اطلق الملك قاطرته خلال تكريمه للفائزين بجائزة الملك عبد الله للتميز .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو