الوكيل - أثارت كلمات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحضور الملك عبد الله الثاني خلال قمة كاليفورنيا عاصفة من التأويلات، وفتحت باب التكهنات على مصراعيه. كثير من المراقبين اعتبروا أن اختيار الرئيس أوباما تصريحاته هذه أثناء لقائه الملك عبدالله الثاني يحمل معاني ودلالات رمزية، تشير الى ضرورة انخراط الأردن في ملف تأزيم سورية، وتغيير موازين القوى على الأرض. كثيرة هي المحطات التي حاول فيها محور الولايات المتحدة استثمار الواقع الجغرافي الأردني ضمن استراتيجية توجيه ضربات قاصمة للدولة السورية بهدف استثمارها سياسيا لاحقا. هجوم اعلامي سوري تعرض له الأردن بطريقة افتقدت العقلانية في كثير من تفاصيلها. كثير من التحليلات افترضت أن الولايات المتحدة لم تعد تملك إلّا ورقة الحدود الجغرافية الأردنية، لاستثمارها في معادلة فرض الرؤية الأمريكية للحل في سورية، خصوصا بعد ظهور بوادر تغيير في الموقف التركي. أضف الى ذلك ارتفاع احتمالية انتقال المعركة في سورية نحو الجنوب، ضمن المسار المنطقي لواقع المعارك على الأرض السورية. التقارير التي اتهمت الأردن بالانخراط في عملية تهريب السلاح والمسلحين كثيرة جدا، لدرجة انه من الصعب النظر الى كل هذه التقارير على انها افتراءات او فبركات.
تقويم المشهد يحتاج الى معالجة الأخطاء الفردية كافة والتعامل الحازم مع حالات الانفلات حالة حدوثها، حيث ان السيطرة التامة على المشهد باتت ضرورية.
مع ذلك أسقط كثير من المحللين الذين سارعوا الى اتهام الأردن واقعا مهما يمكن أن يقدم تفسيرات منطقية كثيرة لطبيعة الموقف الأردني وحيثياته. فعلى مدار الأزمة السورية تعرض الأردن لضغوطات كبيرة من حلفائه، وتولدت مناخات تعزز خيار التدخل الأردني في سورية، إلا أن الخيار الأردني، النابع من المصلحة الاستراتيجية الاردنية العليا، أجهض محاولات الضغوط كلها او الانخراط المباشر في الأزمة.
منطقيا يستطيع أي مراقب اليوم ان يرصد واقع الجنوب السوري وصولًا الى العاصمة دمشق، ليدرك ان الموقف الأردني لم يجازف تجاه الانسياق وراء رؤية أحد، لا بل ان اي تحليل منطقي سيشير بلا شك الى ان سياسة استرضاء الجميع التي طبقتها الدولة الأردنية، شملت أيضا سورية، وإلا لَما كان وضع الجنوب السوري على ما هو عليه بعد ثلاث سنوات من الأزمة، تعرضت فيها سورية الى أشكال العدوان كافة، وتعرض الأردن الى الضغوطات والمغريات بكل انواعها.
الحديث عن اتهامات للأردن، ونسج روايات عن ارتال من الدبابات، وتحرك عدد كبير من القوات تجاه دمشق عبر بوابة الأردن، كان محط للسخرية المجتمعية حتى في اوساط بعض السوريين، الذين وجدوا في الروايات الرسمية السورية ضربا من ضروب المبالغة والتهويل.
هذه التصريحات لا تهدف الى ايجاد استراتيجية مواجهة الأخطار، بقدر انها تعتبر تصديرا للأزمة عبر توجيه الاتهامات للأردن.
معركة جنوب سورية هي معركة أردنية نظرا لعدة عوامل، اهمها الاستعداد الأردني لمواجهة التمدد الطبيعي للخلايا الارهابية، وبالتالي الدخول في دائرة المصالح المشتركة بين سورية والأردن.
لهذا فان البحث السوري عن التقارب مع الأردن يبدأ بإسقاط لهجة التخوين والتخويف من جهة، ويعزز فكرة تشاركية المصير من جهة أخرى، خصوصا في ملف (محاربة الارهاب والممرات الانسانية وبناء سورية مستقبلا).
العرب اليوم
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو