الأحد 2024-12-15 02:58 ص
 

التجار عندما يحترفون السياسة ..

07:30 ص

الملف الاستثماري للرئيس الامريكي حافل بالمخالفات والتهرب الضريبي وغير الضريبي، وخلال حملالته الانتخابية كان شكلا من أشكال التمادي والتعدي بالجملة شرقا وغربا، ومن تصريحاته الانتخابية تقريع دول الخليج العربي وتوعده بالاستيلاء على اموالهم ونفطهم، وبناء جدار العزل مع المكسيك، وتعهد بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس، وشن حملات على الملونين وخص بذلك معظم الدول العربية بهذه الحملات، وبعد توليه مقاليد الحكم باشر بالاساءة للعرب والمسلمين، وقرر منع دخول رعايا عدد من الدول العربية والاسلامية، وانتقل الى الملف الاكثر سخونة بإقرار نقل السفارة الامريكية الى القدس واعتبارها عاصمة الكيان الصهيوني دون الانتباه الى الكلفة العالية لهذا القرار المرفوض في المنطقة والعالم وفي امريكا نفسها.

اضافة اعلان


قرار ترمب يفتح النار على مصرعيه في المنطقة، ويلغي مسيرة السلام ويذكي الصراع العربي الاسرائيلي، ويضع امريكا مجددا في موقع المعادي للمنطقة وشعوبها، وهذا القرار يظهر بما لايدع مجالا للشك ان هناك نوعا من الاختلال العقلي لرئيس البيت الابيض، والارجح ان يسرُع بانضاج النضال في المنطقة ضد الصهيونية والاعتداءات بالجملة التي شنتها امريكا على المنطقة العربية وشعوبها، وتكشف مرة جديدة مدى عنصرية وفاشية الكيان الصهيوني جراء ممارسات القمع الهمجي الذي تطال الاطفال والنساء بشكل يستفز كل حر في العالم.


خروج الشعوب في معظم دول العالم تدين القرار الامريكي، وتعلن تضامنها مع الحق الفلسطيني والعربي والاسلامي والمسيحي في القدس يمهد الطريق لمواصلة مقاطعة الكيان الصهيوني اقتصاديا وهذا النمط الجديد في معاقبة الكيان الصهيوني مهم جدا، والاجدر بالعرب حكومات وشعوب ان يأخذوا موقفا جازما لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية، وفي حال استمرار الموقف الامريكي يصبح قرار الاتحاد العربي لحماية المستهلك واجب التطبيق بمقاطعة السلع والمنتجات الامريكية، وهكذا قرار سيكون رأس قاطرة لالحاق الضرر بالاقتصاد الامريكي الذي يقوده تاجر اصبح سياسيا فاشلا فاشيا لا يحترم وزنا للشرعية الدولية وقراراتها، ولا يحسن قياس المصالح الامريكية.


الساسة عندما يعتزلون السياسة ويتجهون للاستثمار والتجارة ليس لبناء الثروة وانما لملء فراغهم، لذلك يكون ضررهم اقل حدة من التاجر الذي يمتهن السياسة حيث تكون اقل قراراتهم التهديد بالطرد او طرد المسؤولين والموظفين، وهذا مارسه ترمب، لكن تجارب الرؤوساء الامريكيين الصقور ومنهم والحمائم تحولوا في نهاية فترات ولايتهم الى حمائم وحكماء..اما ترامب يبدوا انه يستند الى ضحالة فكر سياسي لن يستطيع مواصلة المسيرة، فالحنق عليه كبيرا في واشنطن وولايات امريكية، والعالم، بعد ان وضع امريكا في اوضاع غير مريحة وربما القادم اصعب..


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة