لا يمر يوم لا نقرأ فيه في صحفنا أن مؤسسة الغذاء والدواء قد أغلقت مطعما أو عدة مطاعم أو متجرا وعدة متاجر بسبب مخالفتها لقانون الصحة والغذاء فهي إما أنها تبيع مواد غذائية منتهية الصلاحية أو بسبب النظافة أو لأن لديها عمالا لا يحملون تصاريح عمل وكل هذه المخالفات تعتبر تجاوزا على القانون .
أن يخالف تجار أو مطاعم فهذا شيء طبيعي في كل أنحاء العالم وخصوصا في دول العالم الثالث لأن النفس الإنسانية أمارة بالسوء ولأن بعض الناس يريدون تحقيق الأرباح بغض النظر عن الإسلوب الذي يتبعونه حتى لو كان مخالفا لكل الأعراف والقوانين، لكن ما هو غير طبيعي عندنا هو أن هؤلاء المخالفين لا ينالون العقاب الذي يستحقونه وقد يدفعون مخالفة قيمتها عشرة دنانير ويذهبون في حال سبيلهم مع أنهم قد يكونوا قد حققوا من غشهم وتلاعبهم مئات الدنانير .
عندما نقرأ عن مطاعم أو محلات تجارية أغلقت أو خولفت بسبب مخالفاتها لا توضع أسماؤها في الصحف احتراما وتقديرا لأصحابها الذين غشوا المواطنين وأطعموهم أغذية فاسدة وهذا في الحقيقة تصرف غريب من مؤسسة الغذاء والدواء أو أية جهة رقابية أخرى وإذا كانت الحجة بأنهم ما زالوا متهمين فإن هذه الحجة غير مقنعة لأنهم متهمون وقد ضبطوا بالجرم المشهود وليس هناك أدنى شك في ارتكابهم للمخالفة .
إن أفضل عقاب لهؤلاء الغشاشين الذين لا يخافون الله هو أن نشهّر بهم لكي يعرف كل الناس ماذا فعلوا حتى يعرفونهم ويقاطعونهم عقابا لهم على ما اقترفت أياديهم .
روى لي أحد ضباط الشرطة الأصدقاء بأنه رأى مرة رجلا كبيرا في السن يركض في الشارع وتركض خلفه فتاة وهي تصرخ فقبض عليه وسأل الفتاة عما فعله فقالت بأنه تحرش بها في الشارع فصرف الفتاة وأخذه للمركز الأمني وهو يلهث من شدة التعب ولم يتخذ بحقه أي اجراء لأنه علم منه أنه مريض قلب لكنه طلب أبناءه وعندما جاءوا إلى المركز الأمني وقال لهم خذوا والدكم الذي يتحرش بالفتيات في الشارع فكان ذلك أكبر عقاب له .
التشهير بالغشاشين من أصحاب المطاعم والتجار مسألة مهمة جدا ويجب أن تلجأ اليها مؤسسة الغذاء والدواء وهذه أفضل وسيلة عقاب لهؤلاء لأن عقابهم القضائي غير كاف وسيعاقبهم المواطنون الذين سيقاطعونهم ولا يتعاملون معهم .
كنت في دورة في العراق عام 1979 وكنا نفاجأ بأن أحد المطاعم المشهورة قد أغلق ووضعت على واجهته يافطة كبيرة كتب عليها بالخط الأحمر العريض ( أغلق بسبب مخالفته لشروط وزارة الصحة ) وبالطبع سيقرأ هذه اليافطة كل من يمر بهذا الشارع الرئيسي وهذا أفضل عقاب لصاحب هذا المطعم الذي سيخسر كثيرا بسبب مقاطعة المواطنين لمطعمه .
الجهود التي تقوم بها مؤسسة الغذاء والدواء هي جهود مشكورة ومقدرة من جميع المواطنين لكن مسألة العقاب يتحفظ عليها كثيرون وهم يصرون على التشهير بأصحاب المطاعم والمتاجر المخالفة لأن ذلك أفضل عقاب لهم .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو