الأحد 2024-12-15 12:57 م
 

التوجيهي،،، جنون الأهل وتوتر الأبناء!!!

01:40 م

بقلم ... د حسين الخزاعي



الأخبار المعلنة من وزارة التربية والتعليم أنّ (138907) مشتركون في امتحان الثانوية العامة 'التوجيهي' سيتقدمون إلى الامتحان في الدورة الصيفية، التي تبدأ أولى جلساتها يوم السبت الموافق 16/6/2012 وتنتهي في العاشر من شهر تموز المقبل، منهم ( 72452 ) من الذكور و( 66455 ) من الإناث. اضافة اعلان

وتشير الأخبار إلى انّ الوزارة أنهت الاستعدادات والخدمات اللوجستية والفنية لتنفيذ هذا الامتحان على أكمل وجه، بكفاءة وجهوزية عالية بما يكفل سير الامتحانات بسهولة ويسر.
هذا على الجانب الإداري والفني من ناحية الوزارة أما من ناحية المجتمع، فإن الصورة التي يتم بها تقديم الامتحان مغايرة تماما لما يجب أن يتم، حيث إن كل أسرة تحرص على ان يكون ابنها في الطليعة ويحصد العلامات المتفوقة، ويحصل على علامة أعلى من قريبه أو جاره أو صديقه، وهذا طموح مشروع للأهل؛ ولكن شريطة أن لا يتحول امتحان التوجيهي إلى تنافس بين الأسر والاقارب والأهل على علامة الطالب وتحصيله الدراسي، دون الأخذ بعين الاعتبار القدرات الفردية للأبناء، والمهارات والتحضيرات والاستعدادات التي يتمتع بها كل طالب، فتكثر صباح يوم الامتحان التوصيات والطلبات من الأهل لأبنائهم، ويكون في مقدمة الطلبات – 'اتصل بي يا ابني وطمني شو عملت في الامتحان -، أنا بنتظرك على نار، على أحر من الجمر، لا تنسى من اقرب تلفون بما أنه الخلويات ممنوعة في الامتحانات ' . طلبات العائلات هذه تضع الطلبة في حيرة من أمرهم وقلق وتوتر، والابن حتى لا يسبب اي صدمة للأهل اذا كان تقديمه للامتحان لا يرضي رغبتهم ويشفي غليلهم، فيتهرب ليقول انا عملت ' ممتاز ' ويستمر ' الممتاز ' حتى نهاية الامتحانات، ونتمنى ان تكون النتائج ممتازة . او يصاب الأهل بالصدمة الكبرى ؟ لذا نرجو من الأهل الابتعاد صباح يوم الامتحان عن الاكثار من الطلبات والتوصيات لأبنائهم بخصوص الامتحان وماجرياته وترك الأبناء وحدهم يديرون امور امتحاناتهم، والاهم من ذلك نتمنى على الأهل الذين يوجد بينهم خصومات ومشاحنات وخاصة بين الأزواج اعطاء انفسهم اجازة من المشاجرات لحين انتهاء الامتحانات؛ حتى لا تتسبب في ارباك للابناء فتعمل على اعاقة دراستهم وتركيزهم وانشغالهم في قضايا المشاحنات الأسرية.
وبعد،،، الاستطلاعات الأردنية المتعلقة بامتحان الثانوية العامة تكشف صورة سلبية للامتحان في اذهان الطلبة والصورة القاتمة تتضح من خلال وجود ( 64% ) من طلبة التوجيهي يتمنون إلغاء الامتحان مقابل الاستعاضة عنه بامتحان قبول تعقده الجامعات, وان ( 40% ) يطالبون بالغاء الامتحان بدون ان يكون هناك بديل , في حين طالب ( 56 ( % بتقسيم امتحان التوجيهي على أربعة فصول بحيث يمثل كل فصل (25% )، هذه اقتراحات لا نملك الا ان نحترمها، وبما ان الامتحان على الصعيد العالمي يعد الوسيلة للتقييم فامتحان التوجيهي ضرورة ووسيلة وحيدة لتقييم الطلاب . ومن النتائج المقلقة التي كشفتها استطلاعات الراي انّ (24% ) من الطلبه في حال عدم حصولهم على المعدل الذي يتوقعونه سوف يعيدون الامتحان , وان (19% ) سوف يلتحقون في سوق العمل, و (12%) يكملون الدراسة الجامعية, و (6% ) مصابون بالإحباط والفشل, والخطورة تكتمل عندما نقرأ في نتائج الاستطلاع أن (56%) من الطلاب يصيبهم الرعب والتوتر الشديد، وان (31 % ) متوترون إلى حد ما، في حين ان ( 6 % ) فقط غير متوترين, و( 5 % ) يقرون بأنهم غير متوترين على الإطلاق . والنتيجة المرعبة كانت تتمثل في انّ ( 5 % ) يراودهم الانتحار في حال فشلهم في الامتحان.

مسك الكلام،،، الأخطاء الأسرية في التعامل مع الأبناء في امتحانات التوجيهي قد تؤدي الى ارتكاب سلوكيات مقلقة، يجب على جميع افراد المجتمع وخاصة الأهل الانتباه لها وتداركها، ولنبتعد خلال فترة الامتحانات عن الإكثار من الوصفات، واشهار قوائم الممنوعات في وجه ابنائنا فلذات اكبادنا . ولنتذكر ان امتحان التوجيهي امتحان تربوي،،، وليس تنافسا اجتماعيا !!
[email protected]

اكاديمي،،، تخصص علم اجتماع

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة