الخميس 2024-12-12 08:40 ص
 

"الثورة في سورية" .. شهادة حية من أرض الحدث

01:01 م

الوكيل - كثيرا ما يُعتبر دور نشطاء القاعدة الشعبية، في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة لنشر المعلومات وتنظيم الاحتجاجات في بلدان الربيع العربي، انتصاراً على جهود الأنظمة المستبدة في إخفاء أعمال القمع والعنف.
تشهد الانتفاضة السورية– المعقدة والطائفية والدموية، وبصورة متزايدة – تطور وسائل الإعلام الاجتماعية لتصبح أداة فعالة للنشاط الإعلامي. وترك النظام مقاطع 'يوتيوب' مصورة عن بعد، مصدراً وحيداً لوسائل الإعلام، بما تحمله هذه الوسيلة، والشهادات المقدمة عبرها إشاعات تنتشر في صراع متجدد.
بعد أن أخلت الاحتجاجات السلمية مكانها للصراع المسلح، سُمح لعدد قليل من الصحافيين الأجانب دخول البلاد في جولات مراقبة عن كثب، أو تم تهريبهم إلى داخل البلاد بصورة غير قانونية من المعارضة المسلحة.
نتيجة لهذه التقارير المنحازة بالضرورة، أصبح الصراع المسلح في سورية، واحداً من أسوأ الأحداث المغطاة إعلامياً في التاريخ.
كتاب الصحافي ستيفن ستار 'الثورة في سورية' شهادة على الحاجة إلى التغطية الإعلامية من الأرض. ويوضح أيضاً كيف كان أسلوب النظام السوري في تقييد حرية الصحافة الأجنبية، وتوقيف أو ترحيل الناشطين وحظر الاتصالات الداخلية فعالاً للغاية.
ستار، الذي عاش في البلد سنوات عدة، كان واحداً من حفنة من الصحافيين الأجانب الذين سمح لهم بالبقاء في سورية بتصريح صحافي طوال 13 شهراً الأولى من الانتفاضة.
الصحافي المقيم خارج دمشق والمتزوج من سيدة سورية، كان في موقف فريد يسمح له الاطلاع عن كثب على تعقيدات الحياة الدمشقية.
يضم الكتاب، إلى حد كبير مجموعة من الحكايات، ومقابلات مع الناس من مختلف ألوان الطيف الطائفي والانتماء العرقي والولاءات السياسية، ويقدم الكتاب فهماً عميقاً للصراع – أبعد من التصور الذي يقدمه هؤلاء الصحافيون الذين يأتون في زيارة تأشيرة 10 أيام أو يدخلون البلاد عبر رحلات تهريب شديدة الخطورة.
عين غربية محلية تلتقط تفاصيل – غالباً ما تفتقدها التقارير الدولية للعنف وفشل الدبلوماسية الواسعة النطاق – وتقدم تحليلاً مهماً عن أركان الانتفاضة. وبدرجة أقل، يقدم دراسة واعية لبعض العوامل التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار للمستقبل في حال حصول توافق في الآراء في أعقاب الحرب.
تحليل ستار للتركيبة الطائفية في العاصمة دقيق. والأهم هو تحقيقه في تاريخ ولادة ونمو القطاع الخاص والفئات التجارية البرجوازية في البلاد.
'الثورة بعيون الغني والفقير' أروع فصول الكتاب، ينشر بيانات اقتصادية جيدة تقول إن الثورة ربما كانت نتيجة حتمية للتغيرات الاقتصادية الهائلة وغير المتوازنة في البلاد، والتفاوتات الاقتصادية المتزايدة وزيادة الانقسامات في المناطق الحضرية والريفية.
وأخبر ستار كاتب هذه السطور قبل نشر الكتاب في بيروت هذا الأسبوع، 'اعتقدت أني ألعب اللعبة طويلة'. ونتيجة لذلك، اقتصرت تغطية ستار الصحافية إلى حد كبير على دمشق. والمناطق الريفية في سورية، وخلص أنه حجر الزاوية للانتفاضة، وأنه ظل إلى حد كبير خارج التمحيص،عازماً على البقاء في البلاد بينما رحل صحافيون واعتقل وقتل آخرون في بعض الأحيان، كتب ستار التقارير الصحافية تحت اسم مستعار عندما كان يشعر بأن مادة التقارير يمكن أن تضر بإقامته ،مشيراً إلى مستوى من البارانويا 'المبررة' في تشفير مواده إلكترونياً، وتغيير كلمات السر، بشكل شبه يومي.
ستار شهد عددا من المظاهرات في العاصمة، لكن لأسباب أمنية، قال إنه كان غير قادر على إجراء مقابلات مع المشاركين.
شعوره بالإحباط لرفض إعطائه التصاريح اللازمة للوصول إلى مراكز الاحتجاج خارج العاصمة، دفع ستار لتخصيص جزء كبير من الكتاب ليبرر محدودية تغطياته الصحافية، مظهراً في الأثناء نسخة مرعبة عن التعتيم وانتشار الأمن السوري وأجهزة المخابرات.
خلافا لما يوحيه عنوان الكتاب، هو بالمحصلة ليس 'شاهد عيان على الانتفاضة'، ويترك القارئ متعطشاً لمعرفة المزيد عن السياق التاريخي والاقتصادي للانتفاضة الحالية. ستار في وضع يمكنه من إرواء عطش القارئ هذا، رغم ذلك تعالج كل هذه الأسئلة بإيجاز شديد في الفصل الأخير، 'التاريخ، اللوم والمسؤولية.'
'الثورة في سورية، شاهد عيان على الانتفاضة'، لستيفن ستار يتكون من 256 صفحة، وصدر عام 2012، ونشرته دار هيرست للنشر.
المصدر: الدايلي ستار اللبنانية

اضافة اعلان

ترجمة: هاشم التل


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة