الأحد 2024-12-15 10:35 م
 

«الجوفة» والأحياء الشعبية

06:54 ص

ميزة الاحياء الشعبية انها اقيمت على أسس عمرانية وتنظيمية غير واضحة المعالم ،ولا يرقى بناؤها للحد الادنى من المواصفات، وفي معظم الدول تنفق الاموال للمحافظة على ديمومة الخدمات، لتبقي على ساكنيها بما يساهم في عدم تفاقم اوضاعهم الصحية والمعيشية سوءًا ،حتى الاجتماعية يتم دعم العديد من فعالياتها من باب التكافل ،وتوفير الحد الادنى من الترفية لفئات جار عليها الزمن والفقر.اضافة اعلان


مشكلة البلديات مع الاحياء الشعبية والابنية القديمة ،انها تريد جني الملايين منها ،بدل مخالفات وتراخيص وتهاو وارتدادات، فأي كلفة تدفعها هذه الاحياء ستكون على حساب اي تحسين قد ينفقه اصحابها على هذه الابنية ،سواء للصرف الصحي ،او تحسين شبكة المياه ،أو حتى في البنية غير الجمالية الضرورية من صيانة ودعم للبناء..الخ.

جل هذه الابنية بنيت دون تنظيم او استشارات هندسية او كودات بناء ،لانه في عرف قاطنيها تعد هذه المتطلبات كماليات لا يستطيعون سابقا وحاليا تلبيتها ،فهم بالكاد جمعوا كلفة البناء الذي اقيم في معظمه غرفة غرفة وبالاقساط، اما للبنوك او للحرفيين واصحاب مواد البناء.

الحلول للمناطق الشعبية لا يكون بفرض الترخيص باثر رجعي ،أو احتساب المخالفات والغرامات على اساس تنظيم لم يكن موجودا عند البناء، او اجبارهم على مخططات « كروكة « وهمية يدفعون مئات الدنانير مقابل ختم نقابة المهندسين ،او حرمانهم من الخدمات لوجود مخالفات في البناء عفا عليها الزمن ،بل مساعدتهم ليس ماليا ،بل فنيا وهندسيا لترميم منازلهم وتفقد شبكات المياه والصرف الصحي التي تنساب بين منازلهم.

اما البلديات فواجبها العناية بهذه الاحياء طرقا ونظافة على الاقل ،فمنها ما يعاني الامرين ولا يستطيع دفع مستلزمات الحياة، فكيف به بدفع غرامات البناء والتراخيص المطالب بها، والا يُضيق عليه في الخدمات.

المجال لانقاذ الاحياء الشعبية قائم وقدر الاستطاعة ،وهناك امثلة واضحة في وادي الحدادة ومخيمات اللجوء في اربد وعمان.

كثيرة هي المدن العربية التي تجعل من احيائها الشعبية قبلة للسياح لنظافتها والاعتناء بها.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة