ماذا لو سقطت فردة حذائك وأنت تلحق قطاراً منطلقاً من محطته؟!. وماذا لو ركبته وقد أصبحت نصف حافٍ، أي بفردة حذاء وحيدة. ماذا ستفعل؟!، هل كنت ستقفز وراءها، وتضيع رحلة انتتظرتها طويلاً؟!. أم أنك ستبلع غلبك بستيرة، وتعوضه ببيع الفردة المتبقية في سقف السيل حيث كل شيء يباع على البسطات أيام الجمع.
هذه أسئلة افتراضية بالنسبة لنا. ولكنها كانت إجابات حية قدمها محرر الهند (الماهاتما غاندي). قدمها بسرعة بديهته وفطنته، فعندما كان يجري ليركب قطاراً سقطت فردة حذائه، فما كان منه إلا أن خلع الثانية ورماها جوار الأولى، على سكة القطار. وحين تعجب أصدقاؤه من فعلته، قال لهم: أحببت للفقير الذي سيجد الحذاء، أن يجد الفردتين معاً، فينتفع بهما، فلو وجد واحدة لن تفيده، ولن أستفيد من أختها أنا.
نتذكر هذه القصة الإصلاحية لزعيم كان يركض وراء القطار ويغزل ملابسه بمغزله، ويسير إلى لبحر ليحصل على الملح، الذي احتكرته سلطات الاحتلال البريطانية لإذلال الناس، نتذكرها لنتعلم الإصلاح الهندي ومقاومته الفساد الجديد (الرشوة) بعدما شاعت وذاعت.
قامت منظمة الركيزة الخامسة الهندية، غير الحكومية، قبل سنتين بتوزيع أوراق نقدية بقيمة (صفر روبية) على المواطنين. فالتقارير تشير إلى نحو أربعة ملايين مواطن هندي يضطرون سنوياً لدفع الرشوة إلى موظفين حكوميين، كي يتسنى لهم الحصول على خدمات بسيطة، كاستصدار وثيقة الولادة، أو رخصة قيادة. وهذه الأوارق النقدية لا تختلف عن الورقة الحقيقية فئة خمسين روبية. غير أنها تحمل عبارة: (اقطع وعداً بعدم قبول الرشوة).
قبل يومين أقر رئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، إن الرشوة في توسع وازدياد في بلدنا، بعدما جففنا الفساد والتغول على المال العام في المؤسسات الكبرى على حد تعبيره، مشيراً إلى أن هناك عشرين قطاعاً حددتها الهيئة يمارس فيها هذا النوع من الفساد.
ربما سنستفيد من التجربة الهندية الشيء الكثير في هذا المجال. أي عندما يطلب منك موظف رشوة، فما عليك إلا أن تناوله ورقة (صفر دينار)، وكأنها فئة الخمسين، وحين يخرجها من جيبه، ويقرأ ما عليها (اقطع وعدا بعدم قبول الرشوة)، سيندم وينخرط في موجة بكاء نادمة.
يبدو لي أن مرتشينا لديهم من الوقاحة ما يجعل عين الواحد منهم تتحمل فحل بصل يفرك فيها دون رمشة عين، أو دمعة ندم. فإذا ما وجد الخمسين دينار مزورة، سيهرع خلفك، ويبطحك في دائرته ليريك نجوم الظهر؛ لأنك فاسد كذاب مزور.
أعتقد أن مكافحة الرشوة في بلدنا تحتاج قبل هذا التكتيك والفذلكات والذكاء، تحتاج إرادة حقيقية. إرادة نكتبها على قبضاتنا المشهرة تقول أو تفعل: سنقطع دابركم من (القرمية) أيها الفاسدون. المرتشي لا تردعه اللطافة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو