الفنانة سلوى .. صوت حمل الأغنية الأردنية إلى العالم

الوكيل - قبل الاعلان رسميا عن تشكيل الحكومة العسكرية بساعات، توجهت الساعة الرابعة فجرا الى مبنى الاذاعة، ببدلتي العسكرية، وانا احمل مسدسي، والتقيت مدير الاذاعة ضياء الدين الرفاعي، واخبرته بانه في نشرة اخبار الساعة السابعة صباحا، سيتم الاعلان عن حكومة محمد داوود، وانا وزير الاعلام.اضافة اعلان

واعطيت التوجيهات للاذاعة في تلك المرحلة الفاصلة من تاريخ الاردن، وكانت الاغنية واحدة من الاولويات، وطلبت من الاذاعة ان يتم تصنيف مستوى قوة الاغاني الى ثلاث مستويات، بحيث يتم بث الاغنية المناسبة، والمتلائمة مع طبيعة الحدث الآني بما يخدم رؤية الدولة الاردنية، فقد كانت الاغنية الاردنية بمثابة بيان سياسي'، هذا ماتحدث به السياسي والاعلامي المخضرم الاستاذ عدنان ابو عودة، الذي جاء ليحضر امسية الرواد في مركز الحسين الثقافي، حيث التقى الرواد، وتبادل معهم الذكريات، والتقط معهم الصور التذكارية، واستفسر بشكل خاص عن الفنانة سلوى، التي تعتبر الصوت الغنائي النسائي الاول الذي انتشر عبر وسائل الاعلام، والتي كان للصدفة، واصرار المسؤولين عليها دور كبير في مسيرتها الفنية، الصدفة عندما شاركت في برنامج الهواة وهي مازالت طالبة، وذلك عام 1959، حيث قدمت اغنية' دخل عيونك حاكينا' للمطربة صباح، لتلفت نظر اللجنة ومدير الاذاعة، حيث ادركوا ان صاحبة هذا الصوت سيكون لها شأن، فكان ان قرر مدير الاذاعة عبدالمنعم الرفاعي ان يعينها براتب 13 دينارا شهريا.
اما اصرار المسؤولين على استمرارها، برغم موقف العائلة الرافض لدخول العائلة الى عالم الغناء، وحساسية والدها الشديدة، وتدقيقه في المفردات التي تغنيها، حيث كان بين وقت واخر يطلب سحب ابنته من عالم الغناء، لكن المسؤولين الكبار، وصفي وهزاع وحابس وابو زيد، كان لهم دور في اقناعه كل مرة، ولكن مع زواجها من رئيس القسم الموسيقي آنذاك جميل العاص، اعطاها حرية اكثر، وان كان لم يعطها مجالا اكبر للتعاون مع ملحنين اخرين، باستثناء الفنان اميل حداد باغنية واحدة، وبعض الملحنين الكويتيين والسوريين. ذلك ان الموسيقار جميل العاص كان غزير الانتاج، وهو اكثر من يعرف امكانات صوت المطربة سلوى، فكانت هذه الالحان الخالدة التي مازالت تتناقلها الاجيال.
' سلوى' الصوت الريفي الاردني، صوت قوي، وبقيت ملتزمة باللون الاردني، وكانت اول اغنية خاصة بها اسمها 'اهلا وسهلا بالسلامة' لتشتهر بعد ذلك باغاني 'وين ع رام الله' و 'بين الدوالي' وغيرها الكثير، وكل اغنية لها حكاية، حيث كان الشاعر رشيد زيد الكيلاني موهوبا بالشعر والنظم، والجملة اللحنية جاهزة عند جميل العاص، وكان هناك التزام مهني بمسؤولية الفنان، والتزام من الدولة تجاهه، ولذلك كان طبيعيا ان تولد اغاني على فم المسؤولين الكبار، هزاع ووصفي وحابس، الذين كانت الاغنية تمثل واحدة من هواجسهم، وكلما التقطوا لحنا، او جرى على ألسنتهم مطلع اغنية، كانوا يعرضونه ويطلبون استكماله، ولعل اغنية' اتخسى ياكوبان' تمثل أنموذجا فارقا بين اهتمام المسؤول سابقا، واهمال المسؤولين حاليا للفن والفنانين.
رصيد كبير من الاغاني، ومشاركات في اهم المهرجانات العربية والدولية، فاذا كانت سلوى قد شاركت في اول مهرجان يقام في جرش عام 1960، مع فعاليات محلية والمطربين عبده موسى وفهد نجار وغيرهم، فانها شاركت في مهرجانات لندن، واليونان، وهولندا، وفرانكفورت وعدة ولايات امريكية وغيرها، وهي حائزة على جائزة الدولة التقديرية، وهي تستحق ترشيحها لوسام اردني رفيع، لانها بقيت لاكثر من 55 عاما ملتزمة بالاغنية الاردنية.
امسية الرواد بدأت بمقطوعة موسيقية للقصبجي 'ذكريات' ثم وصلة من الموشحات، وتقاسيم على القانون للفنان اميل حداد، وموال للفنانة سلوى، التي غنت 'شردان ما اريده'، وبعدها الفنان الكبير محمد وهيب باغنيته الوطنية' يابلادي' وبعده الفنان فؤاد حجازي باغنية، من غيرك ياحبيب الشعب، ثم الفنان اسامة جبور باغنية بكتب اسمك يابلادي، ورافقه الفنان اسعد جورج بتقاسيم على الكمان، وعاد الفنان عطاالله هنديلة الى اجواء العندليب الاسمر باغنية سواح، وختم الفنان نبيل الشرقاوي باغنية على ايقاع الرومبا من اللون الخليجي' بعاد كنتم ولا قريبين'.
وبذلك يجدد الرواد شباب الاغنية الاردنية والعربية في اماسيهم الطربية.العرب اليوم