الأحد 2024-12-15 08:34 م
 

"القدس العربي" بدون عبدالباري عطوان!

10:45 ص

اقترن اسم صح?فة القدس العربي 'اللندن?ة'، منذ صدورھا قبل ربع قرن، باسم الصحفي عبدالباري عطوان. ولم ?كن متوقعا في ?وم منا??ام أن ?فترقا، إ? بالنھا?ة الطب?ع?ة لشخص عطوان أطال ا? في عمره. لكن رئ?س مجلس إدارة الصح?فة ورئ?س تحر?رھا أعلن أولمن أمس، وعلى نحو مفاجئ، استقالتھ من 'القدس العربي'.اضافة اعلان

كتب ا?ستاذ عطوان مقا? وداع?ا لقراء الصح?فة والرأي العام العربي، لكننا لم نجد ف?ھ ما ?ج?ب عن السؤال المھم: لماذا غادر عبدالباريعطوان صح?فة القدس العربي؟ وردت في المقال عبارة واحدة تف?د بأن ثمة ش?ئاً كان ?ُطبخ خلف الكوال?س، وأن عطوان لم ?عد شخصا
مرغوبا ف?ھ، بقولھ: 'ھناك أطراف أخرى لعبت دورا بالدفع باتخاذ ھذا القرار'؛ أي قرار خروجھ من الصح?فة.مقال عطوان لم ?كشف حق?قة ما جرى، بل زاد الصفقة غموضا. ا?نطباع السائد عند عامة الناس ھو أن 'القدس العربي' مملوكة بالكاملل?ستاذ عبدالباري عطوان، وكث?را ما كانت توصف بصح?فة الشخص الواحد؛ فھل ما جرى حقا ھو أن مالك الصح?فة ورئ?ستحر?رھا قد تنازل عنھا لمالك جد?د؛ ھكذا ?فھم من س?اق الك?م؟ أم ما ?قال، وھو مفاجأة للكث?ر?ن، من أن 'القدس العربي' لم تكن في
ا?صل مملوكة لعطوان، وإنما ?حد الش?وخ القطر??ن، وا?خ?ر قرر 'نفض' الصح?فة وخطھا التحر?ري، وكان لزاما أن ?غادرھا رئ?سالتحر?ر ?نجاز ھذه المھمة؟
في الحالت?ن، س?كون من المؤسف حقا أن '?تنحى' صحفي وكاتب مثابر مثل عبدالباري عطوان في ھذا الوقت. ربما ? ?تفق كث?رون مع
مواقفھ وانح?ازاتھ، ومع خط الصح?فة الذي تعرض ?ھتزازات مستمرة في العقد?ن الماض??ن. لكن ذلك ? ?قلل من أھم?ة تجربة 'القدسالعربي' ودورھا في التأث?ر على الرأي العام، ومن مكانتھا ب?ن الصحف العرب?ة المھاجرة.
كانت 'القدس العربي' مث?رة للجدل دائما، وتحمل في خطھا التحر?ري سمات رئ?س تحر?رھا، وشخص?تھ، وتوجھاتھ. من ھنا، ?شككالمراقبون بقدرة الصح?فة على ا?ستمرار والمحافظة على حضورھا العام في غ?اب عطوان عنھا، ?ن 'القدس العربي' في الواقع لم تكنمؤسسة بالمعنى المتعارف عل?ھ، بح?ث تستط?ع ا?ستمرار بدون أن تتأثر بتغ?ر ا?شخاص، كحال صحف كث?رة. لقد كانت وببساطةصح?فة عبدالباري عطوان.وھذه واحدة من التجارب القل?لة في عالمنا العربي؛ فھناك صحف ومج?ت انتھت بمجرد وفاة أصحابھا، أو عدم قدرتھم على الوفاءبالتزاماتھا الماد?ة. وصح?فة 'القدس العربي'، كما ?عرف الجم?ع، لم تكن تجار?ة، ولم ?سبق أن قرأت ف?ھا إع?نا، وتعتمد في تغط?ةنفقاتھا على ج?ب رئ?س تحر?رھا، كما كان ?ؤكد زم?ء عاملون ف?ھا.
الحق?قة أن ھذا النوع من التجارب الصحف?ة ?ضفي على المھنة طابعا حم?م?ا خاصا، و?جعلھا أكثر قربا لصاحبھا وللعامل?ن ف?ھا. الفرد'الصحفي' في المؤسسات الكب?رة ?خضع في العادة لمنظومة معقدة من شروط العمل وا?نتاج، لكن العمل مع دائرة محدودة من
ا?شخاص ?منحھ الشعور بأنھ أكثر قدرة على التأث?ر، وإضفاء لمستھ الخاصة على محتوى الصح?فة ورسالتھا.?بدو أن زمن ھذا اللون من الصحافة ?وشك على ا?نتھاء؛ فلم ?عد بمقدور شخص أن ?قف في وجھ طغ?ان المال، ولم ?عد أمام أصحاب
المشار?ع الخاصة سوى اللجوء إلى صفحات 'ف?سبوك'، مثلما فعل عبدالباري عطوان.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة