الكهرباء والماء وقصص «الفاقد»!

كنا نتمنى على الحكومة وعلى مجلس النواب متابعة معلومات يعرفها الجميع عن سرقة الكهرباء والماء في هذا النقاش الذي يدور في الفراغ. وأي نائب يجول في الأغوار، وبين البيوت في الشونة ودير علا والكرامة وغيرها سيجد أن هناك آلاف الخيم تملك «الدش» والتلفزيون والإضاءة والتدفئة.. وحتى الغسالة، تدار بكهرباء مسروقة ومن العادي أن تجد الأسلاك تتدلى من أعلى العامود إلى الأرض.. ثم إلى أقرب خيمة.اضافة اعلان

والغريب أن سارقي الكهرباء لا يعرفون كيفية الوصل بالتيار، ولذلك فهم يستأجرون موظفين في شركة الكهرباء للوصل الفني.. فلم نسمع عن حادث اصيب فيه أحد في الأغوار، ولكننا نعرف أن البيوت التي تدفع الاشتراكات تتأثر بنوعية التيار الذي يصلها، وفي أحيان كثيرة يتم قطع التيار عنها لأن أصحاب الكثير من البيوت لا يستعملونها في الصيف.
نقول آلاف الخيام التي تستعمل الكهرباء مجاناً ولا أحد يتعامل مع هذه السرقة. مع أنه من الممكن تحديد مناطق معينة لنصب الخيام، ومد التيار إليها بـ «ساعات مؤقتة» كما في أبنية عمان والزرقاء واربد. فتحديد هذه المناطق يوقف السرقة، وينظم نظافة المنطقة، ويقلل من الذباب الذي يطلع من السماد الناتج عن الدجاج والأغنام والأبقار، والناتج عن أمعاء الأوادم بين كل خيمتين.
كم تستهلك هذه الخيام من التيار المجاني؟ وكم تستهلك بيوت كثيرة في عمان والزرقاء واربد وآلاف القرى حيث يكون لكل غرفة ساعة، ولكل طابق ساعة.. وغيرها حيلٌ كثيرة «لتوفير» الطاقة بابقاء شرائح الاستهلاك في حدها الأقل.
وحين نتحدث عن الكهرباء، فإننا أمام «كوارث» في سرقة الماء.. ومن «شخصيات» .. ولنسأل المهندس منير عويس، عن قصة «الولد المصري» المسؤول عن عدم تمرير الماء المستهلك عبر الساعة. فقد اكتشفت وزارة المياه متأخرة كثيراً سبب «الفاقد» وتحرّكت بدعم الأمن لايقاف سراقي المياه وهم أيضاً من الشخصيات ومن حملة «الكلاشن».
نحن نناقش ونهدد الحكومة، ونهدد نواباً لهم رأي آخر، ولا نريد أن نتعامل مع الحقائق، ومع الفساد الذي أرقنا أشهراً في التظاهر باسمه. وصارت كهرباء 15% من أغنياء الأردن مشكلة.. لأن المطلوب أن يدفعوا ثمن استهلاكهم للطاقة.
قصة الكهرباء والماء.. قصة «الفاقد» هي الباب الذي لا يريد أحد فتحه، لأنه سرقة وفساد فليس اسهل من «الدفاع» عن مصالح الشعب، وليس أسهل من اتهام الدولة بالنهب والجباية وذلك حتى لا نوقف التسيّب، والاجتراء على الدولة حتى لا نواجه السراقين والفاسدين.