الأحد 2024-12-15 01:40 م
 

النواب .. خارج النص

01:59 م

لطالما اتهم النواب وسائل الإعلام بأنها تسيئ لصورة السلطة التشريعية وتبالغ في تركيزها على القضايا الهامشية والأحداث الاستثنائية التي تحدث في الجلسات، والتي لا تعبّر عن حقيقة ما يقوم به النواب من عمل نوعي ومميز.اضافة اعلان


لكن ما يشاهده الناخب في جلسات مجلس النواب لا يحتاج إلى إعلام أو لمؤسسات لكي يفضح سلوك بعض النواب المشين بحق السلطة التشريعية أولاً، وبحق الدولة ثانياً.

الملك أراد أن يكون مجلس النواب الجديد هو البوصلة التي من خلالها سيقود الحوار بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني للخروج برؤيا توافقية حول عدد من القضايا الخلافية، التي كانت سبباً في فرقة عدد من أطياف المجتمع.

للأسف، المشهد الراهن لسلوك مجلس النواب لا يبشر بأي خير، فالعلاقة غير السليمة بين أعضائه لا تؤهله لمثل هذه الدور، فالتصعيد بين أعضائه على قضايا شخصية بحتة بعيد عن المصلحة العامة ينذر بمستقبل مظلم لهذا المجلس الجديد، لا بل إن الصورة السوداوية لدى المواطن عن مجلس النواب ستتعزز، ويرتفع منطق صوت المقاطعين للانتخابات، الذين يرون اليوم مجلساً 'غوغائيا'، يشهد حالة انفلات في سلوك أعضائه.

لم يعد أحد في الأردن قادراً على التمييز بين أيهما أفضل، مجلس نواب مزور، أم مجلس نواب انتخب بحرية من قبل الناخبين، فالنيجة سيان؛ شغب وشتائم وفوضى واغتيال للشخصية، لا بل إن جزءاً كبيراً من أعضائه بات اليوم من أصحاب السوابق، وعليهم أحكام قضائية قطعية، حالت الحصانة البرلمانية دون تنفيذها وزج بعضهم في السجن.

لا أحد يعرف كيف سيكون المشهد بالنسبة لأداء النواب لو كانو يعملون ضمن أحزاب سياسية حقيقية، فهم فرادى ويمارسون جميع أشكال الشغب من ملاكمة وشجار وتطاول على الدولة والدستور بتصرفاتهم الصبيانية التي لا ترتقي لتصرفات الإنسان العاقل.

حالة من الانفصام يعيشها عدد من النواب 'ما بين لعب دور بطولي في عدد من القضايا على شاشات الفضائيات وأمام وسائل الإعلام'، ولعب دور مشاغب وصبياني تحت القبة، يشعر المراقب والناخب بأنهم خارج النص عن سياسة الدولة وبرامجها وخططها الاصلاحية.

النواب بحاجة إلى تعليم من جديد لأصول الحوار، وتدريبهم على قواعد المخاطبة واحترام الرأي والرأي الآخر، وتعزيز مبدأ القبول في عقولهم التي باتت اليوم أكثر تحجراً من ذي قبل.

نعتذر لعدد من النواب الذين يمارسون دورهم بحرفية ومهنية عالية ومسؤولية ووطنية كبيرة، ولكن هناك من يحاول أن يدمر هذا المجلس عبر عدد من النواب الذي باتوا اليوم يعيشون في حالة نرجسية عقيمة، بعيدة عن المصلحة الوطنية العليا.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة