الأحد 2024-12-15 08:34 م
 

.. الوحدة والانفصال!

07:01 ص

رغم نجاح الوحدة الأوروبية التي تجاوزت القومية، ورغم حمل أبناء 27 دولة جواز سفر أوروبياً واحداً، فإن ذلك لم يمنع الاتجاه في الطريق المعاكس. فبعد انقسام دولة تشيكوسلوفاكيا، تقف الآن بريطانيا العظمى أمام انفصال سكوتلندا في دعوة انفصال جاهز خلال أيام، بعد الاستفتاء: هل تريد أن تبقى سكوتلندا جزءاً من بريطانيا أم تريد الاستقلال؟؟.اضافة اعلان

.. وفي بريطانيا أُتيح لي قبل أعوام أن أتعرّف على حالة انفصالية أخرى وأنا أحضر مؤتمراً في كارديف، عاصمة مقاطعة ويلز. فقد دهشت وأنا أزور البرلمان المحلي أن الرئيس خاطبنا بلغة الويلز.. وهي لغة أخرى غير الإنجليزية. وقد استوضحته، عبر مترجم، عن استعماله هذه اللغة رغم أنه عضو في البرلمان البريطاني، فأكد أن شعب ويلز غير الشعب الإنجليزي!!.
الآن، تقترب أوكرانيا الدولة المستقلة عن الاتحاد الروسي من «الحالة السورية»، فالمظاهرات أدت إلى قتلى. والجيش لا يتدخل، والأوروبيون يسعون إلى ضم أوكرانيا إلى وحدتهم.. والأخطر هو انضمامهم للحلف الأطلسي. ولذلك تجد روسيا أن عليها أن تتصرف. فمن 46 مليون أوكراني هناك 13 مليون من أصول روسية ويتحدثون الروسية. وبوتين شرس حين يتعلق الأمر بكل هذه الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي، وكانت قبلاً جزءاً من الامبراطورية الروسية. وآخرها جورجيا التي اضطر الجيش الروسي إلى دخولها لحماية رعاياها من أصول روسية!!.
ما نريد أن نصل إليه أن دعوات الوحدة وبناءها لا تعني إبقاء الدول القديمة على ما كانت عليه. فهناك حركات انفصالية في إسبانيا وفي إيطاليا، وفي فرنسا. وكانت هناك تشظيات وليست انفصالات في يوغوسلافيا التي صارت ست دول بعد ان كانت دولة واحدة.. دولة مارشال تيتو!!.
في عالمنا العربي بدأنا بالسودان، مع أن لبنان سبق الجميع في انقسامه الداخلي الذي توسل الديمقراطية أحياناً والحرب أحياناً أخرى. وتبعه العراق وتبعته ليبيا.. وها نحن أمام وحدة اليمن، ودعوات الانفصال فيه خلال ثلاثة عقود أو أربعة!!.
لا يوجد بلد عربي ليس فيه حالة انفصالية بطريقة أو بأخرى، وحين يتحدث أردنيون عن «الوطن البديل» فهم عملياً يتحدثون عن انفصالية مقنعة.. في بلد لا يحتمل الانفصال!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة