لا ينفي كثيرون سرورهم بقرار تعيين عقل بلتاجي امينا للعاصمة عمان , ولا ينكر احد على الرجل سيرته الشخصية ومسيرته الوظيفية الناجحة في أكثر من موقع , مما افضى الى قبول مهلة ال “ 100 “ يوم التي طلبها الامين رغم كل الندوب والظلال السوداء لفكرة ال “ 100 “ اردنيا وعربيا من مشروع النهضة في الشقيقة مصر الى باقي العطوات السياسية التي طلبتها الحكومات المحلية .
بشائر الايام الاولى ورغم ما حملته من مظاهر الاستعراض , قَبلها المراقب بانتظار النتائج الموعودة وتم تجاوز العاصفة الثلجية وما ترتب عليها من اعباء الى ان جاءت موازنة الامانة وتحديدا بند الجباية الذي يحمل اسم مخالفات السير حيث ارتفع العائد المتوقع للامانة من 14 مليون دينار الى 20 مليونا , دلالة الرقم مرعبة فهي نمت بواقع 25% دون وجود مسوغات , فلا هي مشروع استثماري يمكن رصد ارباحه وتوقعها ولا هي بدل ايجار يمكن ارتفاعه ايضا , مما يؤشر ان المخالفات قد تغدو قرارا لامين عمان سواء ارتكب السائق مخالفة ام لم يرتكب وما يؤكد عدالة الهواجس ان الامانة لم تضع في موازنتها اي بند للتثقيف المروري او تطوير الشوارع وتحديث بنيتها التحتية .
العاصمة تحتاج الى اموال لازالة التشوهات والندوب الكثيرة التي طغت على احد حدودها “ الشرقية تحديدا “ والذي بات يعتاش على ما تيسر من خدمات وفوائض عمان الغربية , فحاويات القمامة التي تخرج من الخدمة في احياء عمان الغربية الراقية تدخل الى الخدمة في عمان الشرقية وتكفي جولة واحدة على الحاويات لتعرف مقدار الضربات التي تعرضت لها خلال الاقامة في الاحياء الراقية ناهيك عن الشوارع والخدمات الاخرى وعدد عمال النظافة والاشارات الضوئية ... الخ .
مصدر الاموال ليست مخالفات السير ولا رخص المهن ولافتات الاعلان , بل يقتضي تفعيل فوارق الخدمات ايضا , فمن يتلقى خدمة اكثر يدفع اكثر ولا يجوز ان تبقى رسوم التراخيص واحدة على المتر المربع في عبدون وماركا الجنوبية او غيرها, كذلك بدل النفايات وتعبيد الشوارع التي تضحك في عمان الغربية ولا نستطيع تحديد معالمها في عمان الشرقية .
تشوهات عمان كثيرة ولعل ابرز تجليات هذا التشوه ارتفاع كلفة الحياة في عمان بوصفها عاصمة الدولة الاغلى في الاقليم وتراجعها عن صدارة المدينة الانظف في الاقليم , واسباب ذلك يعرفها الامين ومجلس الامانة جيدا , من تضخم الجهاز الاداري على حساب النظافة والاستثمار الى مفهوم الجباية السائد مقابل الغاء مخالفات الامانة للمحال غير النظيفة او المستهترة او تلك التي تعتدي على الارصفة , حتى بات الشارع ممرا للسيارات وللمشاة على حد سواء .
المئة يوم الاولى انقضت كما وصفها الروائي العالمي ماركيز ونقتبس العنوان منه “ مئة يوم من العزلة” ونُضيف مئة يوم من الكلام ايضا , فلا استراتيجية جديدة لتطوير العاصمة وتحسين شروط المعيشة فيها وتحسين خدماتها ولا تخفيف الاعباء من خلال تشديد العقوبات ولكن على المخالفين جميعا وليس على السيارات فقط بوصفها الحلقة الاضعف والاسرع للتحصيل .
مخالفات السير الهدف منها حماية الارواح اولا وثانيا لتوفير الخسائر على الدخل القومي , وليس تحسين دخل الامانة التي عليها ان تبحث عن تحسين صورة عمان ونمط الحياة داخلها فقد ارهقنا العاصمة وارهقنا المواطن وهو يبحث عن موقف لسيارته بعد ان تجاوزت الامانة عن المواقف لصالح الجباية و تعود لممارسة الجباية على السيارة الواقفة دون موقف مسموح .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو