السبت 2024-12-14 07:49 ص
 

بوكو حرام: قمة الحرام!

10:04 ص

أسوأ ما تعرّض له الإسلام في العقود الماضية هو ظهور مجموعات مختلفة من التنظيمات التي أدعت أنها تمثل الإسلام والمسلمين ولكنها في الواقع مارست ابشع أنواع العنف والجرائم والقتل ضد الأبرياء؛ ما أسهم في نشر صورة مغلوطة ونمطية عن الإسلام لا زلنا نعاني منها حتى الآن. ربما يكون التركيز الإعلامي الغربي توجه نحو تنظيم القاعدة والجماعات التكفيرية في العالم العربي التي هاجمت المصالح والمدن الغربية في السنوات الماضية، ولكن في واقع الأمر فإن اسوأ هذه التنظيمات هي تلك الموجودة في بعض دول أفريقيا وآسيا وتصارع للحصول على مصالح ذاتية تحت شعارات التحرر والاستقلال عن الدول التي يوجدون فيها.اضافة اعلان

لا يوجد شك في أن أسوأ تلك التنظيمات على الإطلاق هو بوكو حرام (معناه التعليم الغربي حرام باللغة المحلية) في نيجيريا والذي شوه صورة الإسلام في كافة القارة الأفريقية وهو صورة مناقضة ولكن مشابهة كثيرا لعصابة “جيش الرب” الأنغولي التي ذاع صيتها في خطف الأطفال وتجنيدهم في صفوف المقاتلين وممارسة كل جرائم الاغتصاب والقتل تجاه المدنيين. الهدف المعلن لبوكو حرام هو جعل شمال نيجيريا دولة إسلامية وهو تنظيم يهاجم داخل نيجيريا ويستهدف المدنيين بشكل رئيس وأحيانا القوات الحكومية ونادرا ما يستهدف مصالح غربية.
عصابة بوكو حرام قامت الأسبوع الماضي بخطيئة لا يمكن تبريرها أو الدفاع عنها ضمن أي سياق أخلاقي أو ديني وهي جريمة اختطاف 276 فتاة من طالبات المدارس في نيجيريا والعمل على بيعهن في السوق للحصول على المال. هذه الجريمة أغضبت الشعب النيجيري ضد المنظمة وأسهمت في المزيد من التوتر الديني في البلاد التي تعاني من صراع طويل ما بين الشمال ذي الأغلبية المسلمة والجنوب الأغنى ذي الأغلبية المسيحية. هذه الجريمة وما سبقها في السنوات الماضية شوهت بشكل كبير من اية عدالة لقضية المسلمين في الشمال والذين من الصعب عليهم تحقيق هدف الدولة المستقلة نظرا لعدم وجود قبول لهذه الفكرة من المسلمين والمسيحيين معا في البلاد باستثناء بعض الجماعات المتطرفة.
هذه التنظيمات التي تسمي نفسها إسلامية تنبت في بيئة محلية خاصة وتحظى في كثير من الأحيان بأسوأ ما في السلوكيات المحلية من فظاعة، وبشكل يذكرنا بتنظيم ابو سياف في الفيلبين والذي يدعو أيضا لإقامة دويلة إسلامية في بعض أجزاء الفيلبين ولكن بمنطق العنف والإرهاب والقتل واستهداف المدنيين العزل.
التنديد الدولي بجريمة باكو حرام تبعتها أيضا تصريحات ناقدة من مسؤولي الكثير من الدول المسلمة والعربية ولكن لا يزال هنالك تردد مثير للقلق والغضب من قبل الأحزاب السياسية الإسلامية في العالم العربي وغيرها والتي يجب أن تصدر إدانات واضحة وبلا هوادة ولا تسامح مع مثل هذه الجرائم التي لا يمكن أن يقبل بها الدين الإسلامي ضمن اية مبررات. التخاذل عن رفض مثل هذه السلوكيات ومحاولة القفز عن الواجب الأخلاقي في إدانتها هو أحد أهم مظاهر تقصير الكثير من الاحزاب والحركات الإسلامية تجاه الأخلاقيات الإنسانية بشكل عام؛ ما يثير القلق من إمكانية وجود تبرير لمثل هذه السلوكيات.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة