أ.د حسين الخزاعي -الاخبار المعلنة من وزارة التربية والتعليم ان (172) الف مشتركاً ومشتركة في امتحان الثانوية العامة ' التوجيهي ' للدورة الشتوية . والاخبار تشير ان الوزارة انهت كافة الاستعدادات الخدمات اللوجستية والفنية لتنفيذ هذا الامتحان على اكمل وجه ، وبكفاءة وجاهزية عالية بما يكفل أن تسير اجواء الامتحانات بسهولة ويسر .
هذا على الجانب الاداري والفني من جانب الوزارة اما من جانب المجتمع ، فان الصورة التي يتم بها تقديم الامتحان مغايرة تماما لما يجب ان يتم ، حيث ان كل اسرة تحرص على ان يكون ابنها في الطليعه ويحصد العلامات المتقدمه، ويحصل على علامة اعلى من قريبه او جاره او صديقه، وهذا حق مشروع للاهل ، ولكن ان لا نحول امتحان التوجيهي الى تنافس بين الاسر والاقارب والاهل على علامة الطالب وتحصيله الدراسي دون الاخذ في عين الاعتبار القدرات الفردية للابناء، والمهارات والتحضيرات والاستعدادات التي يتمتع بها كل طالب، فتكثر صباح هذا اليوم التوصيات والطلبات من الاهل لأبنائهم ، ويكون في مقدمة الطلبات ' اتصل بي يا ابني وطمني شو عملت في الامتحان ، انا بنتظرك على نار، على احر من الجمر، لا تنسى من اقرب تلفون بما انه الخلويات ممنوعة في الامتحانات ' . هذا الطلب الاسري من الاهل لابنائهم وبناتهم يضع الطلبة في حيرة من امرهم وقلق وتوتر ، والابن حتى لا يسبب اي صدمة للاهل اذا كان تقديمه للامتحان لا يرضي رغبتهم ويشفي غليلهم ، فيتهرب الابن ليقول انا عملت ' ممتاز ' ويستمر ' الممتاز ' حتى نهاية الامتحانات ، ونتمنى ان تكون النتائج ممتازة . او يصاب الاهل بالصدمة الكبرى ؟ لذا نرجو من الاهل الابتعاد صباح هذا اليوم عن الاكثار من الطلبات والتوصيات لابنائهم بخصوص الامتحان ومجرياتهم وترك الابناء لوحدهم يديرون امور امتحاناتهم ، والاهم والمهم نتمنى على الاهل الذين يوجد بينهم خصومات ومشاحنات وخاصة بين الازواج اعطاء انفسهم اجازة من المشاجرات لحين انتهاء الامتحانات حتى لا تتسبب في ارباك للابناء فتعمل على اعاقة دراستهم وتركيزهم وانشغالهم في قضايا المشاحنات الاسرية .
وبعد ،،، الاستطلاعات الاردنية المتعلقة بامتحان الثانوية العامة تكشف صورة سلبية للامتحان في اذهان الطلبة والصورة القاتمة تتجلى في امنية ( 64% ) من طلبة التوجيهي الغاء الامتحان مقابل الاستعاضة عنه بامتحان قبول تعقده الجامعات, وان ( 40% ) يطالبون بالغاء الامتحان بدون ان يكون بديل , في حين طالب ( 56 ( % بتقسيم امتحان التوجيهي على أربعة فصول بحيث يمثل كل فصل (25% ) ، هذه اقنتراحات لا نملك الا ان نحترمها ، وبما ان الامتحان على الصعيد العالمي يعد الوسيلة للتقييم فامتحان التوجيهي ضرورة ووسيلة وحيدة لتقييم الطلاب . ومن النتائج المقلقة التي كشفتها استطلاعات الراي ان (24% ) من الطلبه في حال عدم حصولهم على المعدل الذي يتوقعونه سوف يعيدون الامتحان , وان (19% ) سوف يلتحقون في سوق العمل, و (12%) يوف يكملون الدراسة الجامعية, و (6% ) مصابون بالإحباط والفشل, والخطورة تكتمل عندما نقرا في نتائج الاستطلاع ان (56%) من الطلاب يصيبهم الرعب والتوتر الشديد ، وان (31 % ) متوترون إلى حد ما ، في حين ان ( 6 % ) فقط بأنهم غير متوترين, و( 5 % ) يقرون بأنهم غير متوترين على الإطلاق . والنتيجة المرعبة كانت تتمثل في ان ( 5 % ) يرادوهم الانتحار
في حال فشلهم في الامتحان.
وبعد ،،، التصريحات الاستفزازية المتكررة من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بخصوص الاجراءات المشددة وعدم التهاون او الاستعانة برجال الامن او الدرك او البادية لضبط الامتحانات ، هذه التصريحات مربكه ومقلقة وتضع الطلبة في حالة نفسية سيئة وتسبب الخوف والقلق والتوتر من الامتحانات ، ولا ننسى ان اطلاق اشارات التهديد والوعيد للطلبة يربك الاداء ويضعف التحصيل الدراسي ، لهذا نتمنى على مسؤولي وزارة التربية والتعليم التوقف عن اصدار اي تصريحات اعلامية بخصوص سير الامتحانات حتى نهاية الامتحانات ، ولتتذكر الوزارة ان نسبة متجاوزي الانظمة والقوانين المتعلقة في الامتحان سواء الغش او محاولات التاثير على سير الامتحان لا يتجاوزون ( 1%) من اجمالي المتقدمين للامتحان ، فالتعميم خاطيء ، واعطاء الطلبة اشارات الود والمحبة والطمأنينة افضل الف مرة من اشارات التهديد والتأهب والاستعداد لمواجهة الطلبة المشاغبين او محاولي الغش .
مسك الكلام ،،، التعامل السلبي مع الابناء في امتحانات التوجيهي قد يؤدي الى ارتكاب سلوكيات مقلقة ، يجب على جميع افراد المجتمع وخاصة الاهل الانتباه لها وتداركها، ولنبتعد في فترة الامتحانات عن الاكثار من الوصفات واشهار قوائم الممنوعات في وجه ابنائنا فلذات اكبادنا . ولنتذكر ان التوجيهي امتحان تربوي ،،، وليس تنافس اجتماعي ، نريده توجيهي ولا نريده توجيعي للمجتمع والطلبة واستنفار غير مبرر من جهات متعددة في الدولة، كان يمكن الاستعاضة عنها باساليب تعديل سلوك من خلال برامج ارشاديه وتوعويه فعالة . والتربويون يعرفونها حق المعرفة!!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو