أسامة محمد الخزاعلة
ما زال الكثير من الشباب الأردني يعتقد بأن مجرد الحصول على لقب ' توجيهي راسب ' هو انجاز بحد ذاته, و أن هذا الانجاز – مجازاً – هو ما سوف يميزه عن بقية أقرانه... و كأن لسان حاله يقول مخاطباً نفسه: ' أكيد بتفرق , يعني هسع اللي معو شهادة توجيهي راسب بظل أكيد أحسن بكثير من اللي معهوش'.
و نسي بأن منطق الدرجات العلمية يساوي بين من لم يتقدم لإمتحانات التوجيهي أو حتى لم يصل لتلك المرحلة أساساً و بين من تقدم له و كان نصيبه الرسوب.. إلا أن ظاهرة السعي نحو الحصول على ربع شهادة ' كالتوجيهي راسب مثلا ' أصبحت ظاهرة تلقى رواجا و لها مؤيديها, و لكل له معتقداته الخاصة التي تجعله يؤمن بضرورة خوض تجربة التوجيهي بدون استعداد أو خوض نصف التجربة فقط ما دام أن الهدف ليس النجاح التام و الكامل, بقدر ما الحصول على ذلك اللقب ' توجيهي راسب'.
بصراحة مثل هذ الألقاب و رغم أن ' الرسوب ' صفتها و التي لا تعني لنا شيئا, نجدها تشكل فارقاً مهما و محوريا في حياة رواد هذا المعتقد... فمثلا لا حصرا: قد يكون أحدهم و لظرف ما ترك مقاعد الدراسة مبكرا في الصف السادس أو السابع و انقطع عنها عدة سنين , ليكتشف بعدها أن مستوى الصف السابع الذي تمتع لسنوات لا يمكن مقارنته بذلك الشخص الذي يحمل لقب توجيهي راسب, فنجده يعكف من جديد البحث عن لقب أفضل مما لديه و يخوض غمار نصف التجربة واضعا نصب عينيه لقب ' توجيهي راسب ' كهدف أساسي متناسيا أن توجيهي ناجح لها قيمة أكبر.
الأمثلة كثيرة و الأسباب كذلك التي تدعو للحصول على لقب ' توجيهي راسب ' .. و هنا بدأنا نعرف بأنه ليس كل من قام بالتسجيل لامتحان التوجيهي يكون هدفه النجاح كما كنا نعتقد.
كذلك هو الحال بالنسبة لمرشحي الانتخابات هذه الأيام, فليس كل قام بطرح شخصه كمرشح يعلم بقرارة نفسه أن النجاح سيكون حليفه, أو أنه فعلا يهدف للحصول على مقعد في البرلمان... و لهذه الفئة أيضا من المرشحين أسبابهم التي تدعوهم لخوض المعركة الانتخابية و هم يعلمون بأن فرصهم تكاد تكون معدومة, فبعضهم يسعى للظهور و الشهرة, و آخرين ينظرون للموضوع على أنه فرصة للدعاية خاصة إذا كانوا أطباء أو أصحاب أعمال و شركات أو مهندسين... آخرين يجدون أن لقب مرشح سابق هو أفضل طريقة لإثبات الذات على الخارطة المحلية و لتعزيز الاهتمام بشخوصهم في مجتمعاتهم و عند تواجدهم في المناسبات المختلفة.. و أن هذا اللقب ' مرشح سابق ' هو خير طريقة للتخلص من لقب مواطن عادي , ( هذا اللقب الذي يلازم معظمنا ) إلى مواطن غير عادي يحظى باهتمام الناس من حوله و يلفت الأنظار بسهولة نحوه.... كل تلك الأسباب التي تدعو شخص لخوض الانتخابات مع يقينه مسبقاً بأن الرسوب ينتظره, قد لا تكون مؤذية أو مزعجة لنا لأنها تتعلق بشخص المرشح و لا تؤثرعلى أحد
أما النوع الأخير و الخطير هو ذلك المرشح المناكف المخرب و الذي يرى بطرح نفسه سببا ً لتشتيت الصف و تضييع الفرصة على آخر يحظى بشعبية و له فرصة حقيقية.. لتصفية حسابات و حقد شخصي قديم أو أنانية مفرطة ... أو أن يتم توظيفه من طرف ثالث لتصفية تلك الحسابات بشكل غير مباشر.. و هو بهذه الحالة أشبه ما يكون بالحانوتي الذي يفرح عند سماعه بموت أحدهم و يستبشر بهذ الخبر غير السعيد للجميع بأن الله قد فتح عليه من رزقه في ذلك اليوم.
بالنهاية يبقى مصطلح ' توجيهي راسب ' و لقب ' مرشح سابق ' هما وجهان لعملة واحدة و دليل فشل أمام الجميع لأصحاب هذا المعتقد, باستثناء أصحاب هذه النظرية الهالكة أنفسهم و الذين يروا بهذا الفشل انجازا عجز الآخرون عن رؤيته.
أسامة محمد الخزاعلة
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو