السبت 2024-12-14 01:00 ص
 

ثقل الحقيبة المدرسية تشويه لبنية الجسم

02:44 م

الوكيل - يتكرر مشهد معاناة الطلبة جراء حمل حقائبهم المدرسية، وما تحويه من كتب وقرطاسية مع بداية كل فصل دراسي رغم تحذيرات المختصين مما قد تخلفه من آثار سلبية على بنية الجسم، بسبب وزنها الذي لا يقوى على حمله الطلبة من مختلف المراحل الدراسية.اضافة اعلان


ويقول استاذ التربية الرياضية في الجامعة الاردنية الدكتور ماجد مجلي 'عندما أحمل حقيبة ابنتي أجد صعوبة في حملها وأنا رياضي، فما بالك بطفلة عمرها 11 عاما'.

ويوضح أن أبحاثا ودراسات أجريت حول هذا الموضوع، توصلت إلى أن وزن الحقيبة المدرسية لدى الأطفال في الفئة العمرية 10 سنوات تزن كمتوسط 8 كلغم،' وهذا وزن عال ويشكل عبئا كبيراً خصوصا إذا اتخذ الطفل أوضاعا ميكانيكية خاطئة أثناء المشي أو الوقوف أو الجلوس، ويتسبب بانحراف قوام الطفل مثل الانحراف الجانبي للعمود الفقري أو زيادة تحدب أو تبسط أو تقعر الظهر أو سقوط الظهر'. ويشير إلى دراسات أجريت على المجتمع الاردني، بينت زيادة انتشار الانحرافات القوامية بين جميع الفئات العمرية ، فمثلا الفئة العمرية من 10-15 سنة ، ازدادت نسبة الانحرافات القوامية مع العمر لتصل بين 59،4 -64% . ويتابع في هذه الدراسات خلصت النتائج الى أن الانحرافات القوامية تزداد مع العمر، حيث تصل بين الفئة العمرية من (10-12) إلى 59,4 ، ومن (12-15) الى 64% ، أما فئة طلاب الجامعة عند الفتيان فتصل الى 72،2 والفتيات 79,2 .
وتعود أسباب هذه الانحرافات بحسب الدراسات أما ان تكون مكتسبة ، وهي مجموعة العوامل التي تؤدي الى ظهور الانحرافات بعد الولادة مثل العادات الخاطئة كاتخاذ الاوضاع الخاطئة أثناء الجلوس والنوم والوقوف، والممارسات الغذائية التي تسبب السمنة وحمل الاوزان ومنها موضوع الحقائب المدرسية، ومنها أيضا الأسباب الجينية، حيث يتخذ الطفل أوضاعا في الرحم تسبب له هذه المشكلة، اضافة الى أسباب وراثية وأسباب مجهولة. ويقول الدكتور مجلي' تتبعنا الاطفال في فترة الصباح بالتعاون مع التلفزيون الاردني وهم يحملون حقائبهم ويمشون على أرضية منبسطة أو في حالة وجود ارض مائلة ،فلاحظنا عدم سيطرة الطالب على مشيته بسبب ثقل الحقيبة وخصوصاً في حالة مشي الطالب في ارض مائلة بشكل مندفع إلى الأمام، مما يسبب تغيرا في العامل البيوميكانيكي ومشاكل في العمود الفقري مستقبلاً كالانزلاقات الغضروفية' .
ويؤكد أن حمل الطالب للحقيبة الثقيلة يسبب له تشنجات عضلية تعتبر مقدمة للاصابة بالانحراف القوامي أو الانزلاق الغضروفي، لافتا إلى تأثير حمل الحقيبة على منطقة الجذع والحوض خصوصاً عند اتخاذ اوضاع خاطئة في المشي عند حمل الاوزان . ويدعو الدكتور مجلي، وزارة التربية والتعليم إلى الاهتمام بهذا الموضوع وحل مشكلة ثقل الحقائب المدرسية وما تحويه من دفاتر وكتب وقرطاسية ووجبة الطعام تثقل الطفل وتسبب له تشوهات في العمود الفقري، لافتا الى تقديمه دراسة للوزارة في العام 1994 حول الانحرافات القوامية للأخذ بنتائجها، ولكنها لم تلق اي اهتمام .
وقال ان الوزارة بدل ان تجد حلولا للمشكلة وتعالجها ، قامت باختصار حصص التربية الرياضية والتي تعتبر الاساس في معالجة مشكلة الانحرافات القوامية لدى الاطفال. وتقول مديرة مدرسة الراهبات الوردية للمرحلة الاساسية الدنيا / الشميساني ايفون حسان، إن المدرسة أخذت اجراءات مختلفة للتخفيف من ثقل الحقيبة المدرسية على الطالبات ، عن طريق توفير رفوف صفية للدفاتر والكتب لتبقى في الغرفة الصفية ، حتى لا يحملها الطالب بشكل يومي ، وهناك برنامج معد لذلك يتناوب أخذ الطالب هذه الدفاتر والكتب للبيت لدراسة واطلاع الاهل عليها كل يوم سبت ثم تبقى في الصف خلال الاسبوع' . وتشير أيضا الى تسهيل حمل الحقائب على الطالبات بعد انتهاء اليوم الدراسي ، بتوزيع المعلمات والمرشدات والمرافقات لمساعدة الطالبات على حمل حقائبهن وايصالها الى الباصات .

وتؤكد ضرورة الاهتمام بحصة التربية الرياضية وممارسات التمارين الرياضية الصباحية، وتجهيز القاعات والصالات الرياضية بالأدوات اللازمة لتنفيذ حصة رياضية تحقق اهدافها ، ايمانا بأهمية الرياضة في بناء جيل يتمتع باللياقة والصحة الجسدية .
' ومثلما تثقل كاهلنا الرسوم المدرسية ، فإن الحقيبة المدرسية تثقل ظهر أطفالنا، وهي أكبر مشكلة لاطفالي ، واتمنى ان تجد الوزارة حلاً لهذه المشكلة '، وفق ما تقول ميرفت عبد الحليم وهي أم لأربعة أطفال.

وتستغرب صمت الوزارة وادارة المدارس، عن هذه المشكلة وخاصة ان الطالب يحمل الحقيبة طوال ثمانية أشهر تقريبا، تزن في بعض الاحيان وزنا أكبر من وزن الطفل نفسه، داعية الوزارة الى ايجاد حلول لهذه المشكلة ، متمنية ان يكون شعار الوزارة لهذه السنة ' أبناؤنا الطلبة صحتكم تهمنا '.
وتشير الدراسات العالمية لوجود أكثر من 61% من طلبة المدارس يحملون حقائب تزيد على 10% من أوزانهم،حيث تشكل خطراً على الكتف والعمود الفقري، وتتسبب في تشوه بنية الجسم وانحناء الظهر.

وتؤكد أن الوزن ليس فقط المعيار الوحيد لاختيار الحقيبة المدرسية ، بل ايضا كيفية ارتداء الحقيبة بشكل سليم وأن تكون ملتصقة بظهر الطفل وأن لا يكون هناك اية فجوة بين الحقيبة والظهر، وكذلك اتباع معايير مهمة عند اختيار الحقيبة المدرسية منها أن تكون الحقيبة خفيفة الوزن، وألا تزيد محتوياتها عن 10-15% من وزن الطفل، وان يكون لها حزامان للحمل محشوان، حتى يتم توزيع الوزن بشكل متوازن على عضلات الظهر، وألا يزيد طول الحقيبة عن 10 سم من طول الخصر، وعدم حمل الحقيبة لفترة طويلة على الظهر خاصة عند الانتظار لأكثر من 5دقائق. بترا


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة