جامعاتنا والدكتوراة الفخرية

الوكيل- اجتاحت في الاونة الاخيرة بعض جامعاتنا حمى منح شهادات الدكتوراة الفخرية ,لشخصيات عامة في مجتمعنا الاردني اضافة اعلان


والمتتبع لهذه الظاهرة, يرى حجم تسابق هذه الجامعات على هذا الامر, وكأنها وصلت الى ما وصلت اليه من التميز والعالمية ولم يبق سوى تكريم الاشخاص الذين ساهموا في وصولها الى اعلى المراتب

الا ان واقع الحال يقول غير ذلك ,فلا هي تميزت ,ولا وصلت الى العالمية , وانما هي مصالح وعلاقات شخصية تربط هذه الجامعات والشخصيات المكرمة ,هدفها واضح ومكشوف ’ولا يخفى على احد

نحن مع تكريم اي شخصية قدمت خدمات جليلة للجامعة, سواء كانت مادية او معنوية , اما اذا كان التكريم لخدمات قدمتها هذه الشخصيات خلال وجودها في المنصب العام ,فالكل يعلم ,انها تقاضت عنها رواتب وامتيازات مالية مجزية طيلة وجودها بهذا المنصب لا بل كرم سيد البلاد الملك المعظم المتميز والمتفاني منها بأوسمة رفيعة وما يزال , وهنا لا تكريم بعد تكريم سيد البلاد

اما وقد اصرت جامعاتنا على الاستمرار في هذا التوجه, فأقترح عليها انشاء كليات تحت مسمى \\'كلية الدرجات الفخرية\\' لان الكثير من ابناء الوطن لديهم نفس المقومات التي تؤهلهم لهذه الشهادات

ان نظرة سريعة للوراء , منذ انشاء اول جامعة اردنية ولثلاث سنوات خلت نجد ان جامعاتنا مجتمعة لم تمنح شهادات فخرية ,الا لعدد قليل لم يتجاوز اصابع اليد الواحدة , وعلى اسس علمية مدروسة , تفخر بها الجامعة والشخص المكرم اما ما يحصل الان فقد اصبحت تتسابق وتتنافس من اجل منح اكبر عدد ممكن من هذه الشهادات وكأن لهذه الشهادات تاريخ انتهاء صلاحية وتريد التخلص منها على مبدأ عروض المولات التجارية

واخيرا , ومن هذا المنبر اتمنى على اية شخصية يعرض عليها مثل هذا التكريم, وهي تعرف في قرارة نفسها انها لم تقدم للجامعة ما يوجب التكريم ان تعتذر عن عدم قبوله حفاظا على هيبتها ومكانتها , ولتبقى صورتها كما يراها الناس لا كما يراها اصحاب المصالح والنظرة الضيقة 0

بقلم يوسف طبيشات