بلا سبب واضح تماما، أجدني اليوم مندفعا على نحو مبهم لقراءة صفحة مطوية من صفحات تاريخ المنطقة العربية، ربما لم يعلم بها رهط عريض من أبنائها اليافعين، بعض هؤلاء يستسهل النيل من رموز باسقة، أسست لمنجز كبير في حياتنا، ومضوا على درب الشهادة، ربما استفزتني تلك الصورة التي نشرتها إحدى الصحف العربية للشاب اليافع حسن البنا وهو يُقبّل يد مؤسس احدى الدول العربية آنذاك، وهو طاعن في السن.. لا أدري، وربما ثمة شيء محرك آخر لهذه القراءة، لا أعرف كنهه!.
أعلن النقراشي باشا - رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت - مساء الأربعاء 8 ديسمبر 1948م قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها وفي اليوم التالي بدأت حملة الاعتقالات والمصادرات.
ولمّا هم حسن البنا أن يركب سيارة وضع فيها بعض المعتقلين اعترضه رجال الشرطة قائلين: لدينا أمر بعدم القبض على الشيخ البنا. ثم صادرت الحكومة سيارته الخاصة، واعتقلت سائقه وسحب سلاحه المرخص به، وقبض على شقيقيه اللذين كانا يرافقانه في تحركاته، وقد كتب إلى المسؤولين يطلب إعادة سلاحه إليه، ويطالب بحارس مسلح يدفع هو راتبه، وإذا لم يستجيبوا فإنه يحملهم مسؤولية أي عدوان عليه.
في الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949م كان حسن البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه ودق جرس الهاتف داخل الجمعية فعاد رئيسها ليجيب الهاتف فسمع إطلاق الرصاص فخرج ليرى صديقه الأستاذ البنا وقد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، وأخذ رقمها وهو رقم «9979» والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية العام 1952م.
لم تكن الإصابة خطرة بل بقي البنا بعدها متماسك القوى كامل الوعي وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة ثم نقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه.
لفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الاغتيال بسبب فقده للكثير من الدماء بعد أن منعت الحكومة دخول الأطباء أو معالجتهم للبنا ما أدى لوفاته ولم يعلم والده وأهله بالحادث إلا بعد ساعتين أخريين وأرادت الحكومة أن تظل الجثة في المستشفى حتى تخرج إلى الدفن مباشرة ولكن ثورة والده جعلتها تتنازل فتسمح بحمل الجثة إلى البيت مشترطة أن يتم الدفن في الساعة التاسعة صباحاً وألا يقام عزاء.
اعتقلت السلطة كل رجل حاول الاقتراب من بيت البنا قبل الدفن فخرجت الجنازة تحملها النساء إذ لم يكن هناك رجل غير والده ومكرم عبيد باشا والذي لم تعتقله السلطة لكونه مسيحيا وكانت تربطه علاقة صداقة بحسن البنا.
في الأيام الأولى من قيام ثورة 23 يوليو أعادت سلطات الثورة التحقيق في ملابسات مصرع حسن البنا وتم القبض على المتهمين باغتياله وتقديمهم أمام محكمة جنيات القاهرة حيث صدرت ضدهم «أحكام ثقيلة» في أغسطس 1954م ولكن بعد حادثة المنشية في ديسمبر 1954م صدرت قرارات بالعفو عن كل المتهمين في قضية اغتيال حسن البنا، وأفرج عن القتلة بعد شهور قليلة قضوها داخل السجون.
رثاه المجاهد المغربي عبد الكريم الخطابي وقال: يا ويح مصر والمصريين، مما سيأتيهم من قتل البنا، قتلوا وليًّا من أولياء الله.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو