لا يمكن أن نعزل ما جرى وسيجري في صيدا وطرابلس وعرسال عن هذا الاقتتال الداخلي والإقليمي في سوريا.
ولا يمكن أن نفهم ما جرى وسيجري من تفجيرات بين حماس والجهاد الإسلامي ودخول إسرائيل على الخط، خارج تفاعل الخلاف بين النظام السوري وقيادة حماس، وخارج تمكين علاقة الجهاد بطهران.
ولا معنى، بالتالي، لظاهرة قتل جماعة شيعية في الجيزة بهذه القسوة والبشاعة: ذبحٌ من العنق وادخال مواد معدنية في مناطق حساسة من أجسام الضحايا. إلا أنها تمزق حقيقي في مجتمع مصر، فالناس هناك لا يمكنهم ابتلاع هذه الظاهرة على انها حادث معزول عن اصطفاف الاخوان - الحكم - إلى جانب التطرف السلفي في الحرب التي أعلنها «علماء» السُنّة على الشيعة والعلويين وحزب الله. فالمخاوف القبطية تتحرك أيضاً لشيوع هذه الظاهرة!!.
نتحدث هنا عن امتدادات الصراع على سوريا في هذه الجزئية من أحداث اليومين الأخيرين ولا نعني اطلاقاً قدرة النظام على صنع هذه الامتدادات الخطرة. فنظام الأسد أصبح لاعباً محلياً صغيراً في اللعبة الخطرة.. مثله مثل حزب الله، وعصائب الحق العراقية، وجماعة النصرة. فهذا صراع إقليمي تحاول القوى الكبرى احتواءه على حساب النظام وعلى حساب الجماعات السلفية والشيعية المتطرفة!!.
لقد وصف أحد السياسيين اللبنانيين الشيخ أحمد الأسير وحركته بأنه «فقاعة». وحين ذهب إلى سوريا ليتفقد ثوارها، وصفوا زيارته بأنها «فرقعة إعلامية» لكن الظاهر أن الشيخ ليس كذلك، فعشرة ضباط وجنود جندلهم حزب الشيخ «الفقاعة» و»الفرقعة» لا ينطبق على واقع الحال. ومع أن الشيخ السنيّ المسلح، وظّف نفسه على أنه معادل لحزب الله الشيعي، إلا أن تصرفه الأحمق يصبّ من حيث يدري ولا يدري في مصلحة حزب الله،الذي ترك للجيش اللبناني بلاء قمع الأسير ومجموعته، واخراجه من تهمة التشيّع المعادي للسُنّة!!.
اما كارثتنا في غزة، فهي.. هي الاخرى تنتسب الى الكارثة الاكبر فالتهدئة التي عقدها الحكم الاخواني في مصر مع اسرائيل كانت تشمل جميع القوى في غزة لكن اندفاع الحكم الشرس في اعلانه الحرب على الشيعة وحزب الله وعصائب الحق العراقية، اعاد العلاقات القديمة بين الجهاد الاسلامي والسفارة الايرانية في دمشق، فطهران تلعب بالشعور الطائفي الشيعي لكنها تلعب سياسة، وهي قادرة باموالها وقدرتها على التسليح على تجنيد السنة وغير السنة في تفصيلات الصراع القائم.
إن صواريخ الجهاد من غزة لا تستهدف اسرائيل وإنما تستهدف حماس واتفاقية التهدئة واخوان الحكم في مصر وهي قصة تعرفها حماس من خلال صواريخها التي كانت تستهدف السلطة الفلسطينية اكثر من استهدافها اسرائيل، ومع ان قيادة الجهاد لا تهتم كثيرا بردود الفعل الاسرائيلية إلا ان الحصيلة هي: المزيد من حصار غزة، والمزيد من الدمار، والمزيد من المعاناة المجانية للشعب الفلسطيني.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو