كل ما قيل عن تحول أردني في اتجاه إيران في الفترة الأخيرة هو مجرد «أمانٍ» لبعض السماسرة والمبخرين
ونهازي الفرص فالمعطيات كانت ولا تزال تشير كلها إلى أن خروج الأردن من دائرته العربية ودائرته الدولية
والتوجه نحو دولة الولي الفقيه ليس غير متوقع وفقط بل هو غير ممكن على الإطلاق فاسم المملكة الأردنية
الهاشمية قد أدرج على اللوائح الإيرانية السوداء بعد سقوط الشاه محمد رضا بهلوي وانتصار الثورة الخمينية
في عام 1979 والمعروف أن الموقف الأردني ،الرسمي والشعبي، كان بصورة عامة غير مرتاح لهذه الثورة ولا لمنطلقاتها وتطلعاتها وهذا رغم أن وجود نظامها أصبح أمراً واقعاً لا بد من التعامل معه ولكن بحذر وبحدود معينة
ولعل ما يعرفه «المبخرون» لهذا النظام الإيراني والمروجون لضرورة «الإندلاق» عليه ولكنهم يتغاضون عنه أنَّ كل السفراء الذين أرسلهم الأردن إلى طهران، وكلهم شخصيات مرموقة ومقاماتهم رفيعة، قد عادوا وهم يشعرون أنهم قد قضوا الفترة التي قضوها هناك في سجن «إيفين» وليس في عاصمة دولة من المفترض إن هي ليست شقيقة ولا صديقة فإنها على الأقل غير معادية ولا عدوة.
منذ البدايات كان تصنيف نظام ثورة شباط (فبراير) 1979 لبلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية، على أنه دولة معادية ثم وأكثر من هذا فإن إيران الخمينية والخامنئية أيضاً قد اعتبرت ولا تزال تعتبر أن كل الأنظمة الملكية معادية وأنه لا بد من اسقاطها وإلحاقها بالمملكة الشاهنشاهية ولهذا فإن كل المحاولات الفاشلة التي قام بها حزب االله اللبناني للوصول إلى حدودنا الشمالية تأتي في هذا الإطار وإن التذرع بالوصول إلى فلسطين لضرب «العدو الصهيوني» هو حجة لاستهداف الأردن من الداخل وافتعال فوضى فيه كالفوضى التي حاول افتعالها في مصر وفي دول عربية أخرى خليجية وغير خليجية.
لم ينس نظام الملالي الطائفي والمذهبي أنَّ راحلنا الكبير الملك حسين،أمطر االله تربته بشآبيب رحمته، عندما شارك في الدفاع عن العراق الشقيق في بداية حرب الثمانية أعوام بإطلاق قذيفة مدفعية في اتجاه الأراضي الإيرانية، حيث كانت تتمركز وحدات من الجيش الإيراني التي كانت تتأهب لدخول الأراضي العراقية والوصول إلى بغداد، فإنه أطلقها كعنوان للدفاع عن الأمن القومي العربي الذي أصبح مهدداً والذي إزداد تهديده بعدما أصبح حراس الثورة وميليشياتهم المذهبية يسيطرون على أربع عواصم عربية.. وهذا ليس نحن من نقوله بل إنَّ الولي الفقيه، مرشد الثورة، هو الذي قاله.
وعليه، وبغض النظر عن هذا كله، مع أنه لا يمكن غض النظر عنه، فإن المفترض أن الكل يذكر ذلك التحذير المبكر من أن إيران تسعى لإقامة وإنشاء هلال فارسي أحد طرفيه يبدأ باليمن وطرفه الآخر ينتهي بلبنان على شواطئ المتوسط مروراً بالعديد من الدول العربية الخليجية وبالعراق وسوريا.. لقد تحقق هذا الهدف الإيراني والمفترض أن الكل قد سمع تصريحات قاسم سليماني التي رددها مراراً وتكراراً وتباهى فيها بأن طهران باتت ترتبط بضاحية بيروت الجنوبية بشريط بري يمر بالعراق وبسوريا .
إن هذا هو واقع الحال وعلى رموز فرقة «المبخرين» أن يدركوا ويفهموا أن الأردن لا يمكن أن يتخلى عن عمقه العربي مهما حدث في بعض الأحيان من تعارضات وهمية عابرة وأنه لا يمكن أن يتخلَّى عن حلفائه التاريخيين على الصعيد الدولي.. و إنه لا يمكن أن يضع كفيه فوق عينيه ويتجاهل أن مصير هذا النظام الإيراني وليس مصير إيران سيكون كمصير كل الأنظمة المارقة.. إن الأردن بتجربته الطويلة الغنية لا يمكن أن ينتقل في الوقت الخطأ إلى الموقع الخطأ ويتخلى عن نفسه وأشقائه وأصدقائه.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو