الأحد 2024-12-15 11:47 ص
 

حلقات التشيع في عمان

12:52 م

 الوكيل- كتب الزميل ماهر ابو طير مقالا في 'الدستور' تناول فيها ماهر ابو طير نشاط بعض الجماعات الشيعية في الاردن مؤخرا، التي تعقد حلقات من أجل تغيير مذهب كثيرين، من السنة إلى الشيعة، وفيما يلي نص مقال الزميل ابو طير:اضافة اعلان


كلنا سنة وشيعة نحب آل البيت، ولهم في قلوبنا مكانة خاصة جداً، لا ينكرها إلا من قست قلوبهم، أو عميت أبصارهم، وآل البيت ليسوا لطرف دون آخر، بل لهم مكانة عند كل المسلمين.

بيد ان تغيير المذهب من سني إلى شيعي، أو من شيعي الى سني، لا يفيد احداً، فأغلب المسلمين ينتمون الى السنة، وهناك اعداد كبيرة من اخواننا الشيعة، وحالة التعايش بين الناس كانت ميزة كبيرة للمنطقة، قبل ان تدب فيها موجة التمزيق خلال السنوات الاخيرة.

في عمان هناك مجموعات شيعية أردنية وغير أردنية تعقد حلقات من أجل تغيير مذهب كثيرين، من السنة إلى الشيعة، وهناك تجاوبات تجري، والسني الذي يغير مذهبه إلى الشيعي يسمى مستبصرا لدى الشيعة، بمعنى أنه أبصر الحق وتبعه.

تيار التشيع في الأردن كان قوياً جدا بعد حرب لبنان عام 2006،لكنه سرعان ماضعف لاحقا، تحت وطأة أحداث كثيرة، أبرزها ماجرى في سورية وسكوت حزب الله على مذابح العرب والمسلمين في سورية، اضافة إلى الشراكة في السكوت من جانب إيران.

شعبية حسن نصر الله تضررت بشدة، جراء هذا الموقف، وارتد الأمر على التشيع السياسي، ثم الديني الذي شهد اضمحلالا كبيرا وبشكل واضح.

لا أحد يريد استعداء الشيعة، فهم في نهاية المطاف من أهل المنطقة، لكننا نتحدث عن سر هذه المجموعات التي تنشط في عمان تحديدا خلال الشهور الاخيرة، إذ يتم عقد حلقات فكرية، ينضم إليها شباب من هنا وهناك، ويجري عقد هذه الحلقات تحت عناوين دينية وفكرية تناقش الفقه والعقيدة، و تعيد قراءة أغلب كتب الاحاديث، و تقدم قراءة جديدة للخلافة الاسلامية الى آخر هذه القضايا.

إذا افترضنا ان الفا او الفين من الاردنيين غيروا مذهبهم من السني الى الشيعي، فماذا سوف يستفيد الشيعة، من هذه الكوكبة الجديدة،وإذا افترضنا ان السنة غيروا مذهب ألف او الفين من الشيعة فماذا سوف يستفيد هؤلاء؟!.

الأصل ان نصلح احوالنا كلنا كمسلمين،في المعاملات والاخلاق والعبادات، بدلا من حالة الخطف والتخاطف في المذاهب، و السني عليه ان يصلح حاله وحال السنة قبل ان يفكر بضم أرقام جديدة الى السنة، والشيعي عليه ان يصلح حاله وحال الشيعة قبل ان يبحث عن مستبصرين جدد ليضمهم الى جماعته.

من ناحية سياسية فأن حلقات التشيع تثير حساسية عالية جداً، لان قراءة حال هذه الحلقات لاتجري من باب حرية المعتقد وانما من زاوية المد السياسي لصالح دول راعية للمذهب الشيعي، وهذا يفسر حجم الحساسية الكبيرة من هكذا خلايا وحلقات.

حتى لا تبدو القصة محصورة في قصة المذهبين، فان تيارات كثيرة تعمل سرا في البلد، من الدعوة للقاديانية الاحمدية، وصولا الى تغيير الدين بأي اتجاه كان، مرورا بكل ما يخطر على البال من قصص كالتحول الى العلوية او الاسماعيلية، وهكذا يبدو البلد بمثابة ملعب لقوى كثيرة.

هذا ليس تحريضاً على الشيعة، فالتحريض يؤدي الى الكراهية والدم والفتن بين الناس، لكننا نقول ان هذا جهد لا يفيد ولا يضر، حتى لو ظن المجتهدون فيه انهم يقدمون خدمة الدخول الى الجنة قبل الاخر، تحت عنوان «الصراع على السماء يبدأ من الارض اولا».

لنصلح حالنا الفردي اولا وحال من حولنا وحوالينا، قبل التفكير بأعضاء جدد في نادي المتحولين إلى أي اتجاه كان.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة