-1-
كلما زاد منسوب الكراهية في حياتنا، شعرت برغبة عارمة في لجوء إنساني لصدها: الحب، هو ملاذ أثير يعيد ترميم القلوب المتعبة، ويعيد إنتاج الحياة، على نحو يجعلها أكثر احتمالا، يقول توفيق الحكيم في «زهرة العمر» : الحب قصة لا يجب أن تنتهى ..إن الحب مسألة رياضية لم تحل ..إن جوهر الحب مثل جوهر الوجود لابد أن يكون فيه ذلك الذي يسمونه «المجهول» أو «المطلق» ..إن حمى الحب عندي هي نوع من حمى المعرفة واستكشاف المجهول والجري وراء المطلق!
ومن روائع الرافعي: الحبُّ بعضُ الإيمان: وكما أنَّ الطريق إلى الجنة من الإيمان بكلِّ قوى النفس؛ فإنَّ الطريق إلى الحبِّ من قوةٍ لا تنقص عن الإيمان إلا قليلاً؛ والخطوة التي تقطع مسافةً قصيرةً إلى القلب، تقطع مسافةً طويلةً إلى السماء!
-2-
إنْ أردتْ التغلب على مصاعب الحياة، فعليك التعامل معها بالقطعة، وبمعزلٍ عن أي قطعة متعلقة، أو مشابهة، وحاول الاستمتاع بوقتك ما بين قطعة وأخرى، دون أنْ تلقي بالا لما فيهما!
قد لا تبدو هذه الفكرة مجدية، وربما قد نراها مستحيلة، ولكنها الطريقة الوحيدة للإبقاء على رأسك ثابتا بين جنبيك، بعد أن جُن العالم كله، وتحول إلى ما يشبه الغابة، بل أكثر سوءا منها، فللغابة قوانين وأخلاقيات، غابت عن عالم البشر، أو كادت!
-3-
الحب طائر مذعور... سرعان ما يطير من الشباك، إذا ما دخل من الباب، ما يرهق القلب، ويشغله عن ضخ الدم في العروق، كخراب مضخة المياه، أو فاتورة كهرباء كبيرة، أو نفاذ جرة الغاز، أو تعطل المكنسة، أو انقطاع الإنترنت!
لهذا يحتاج العشاق إلى مصدات «رياح» قوية لحماية قلوبهم من أي تأثيرات يمكن أن تشوش البث العاطفي وجودته، بل إن حماية الحب بحد ذاته ضرب من المقاومة الإيجابية لكل العوامل التي يصنعها الأعداء، أي أعداء، داخليين كانوا أم خارجيين؛ لأن فقدان القلب لمهمته الأساسية تعني نوعا من الاستسلام للموت السريري للقلب، وبالتالي التوقف عن الحياة، الحب مقاومة، بل أشد أنواع المقاومة مضاء، في وجه الخراب، ومتى كف القلب عن الحب، تحول إلى مضخة صدئة، لا يضخ غير الخذلان والتقاعس عن الحياة، بكل مظاهرها الجميلة!
-4-
ثمة أكثر من سبب للفرح وللحياة، لا مفر من مواجهة ما نعيشه، وكي يكون أكثر احتمالا، لا بد من «تكثير» مساحة المتفق عليه مع الآخرين، وإبعاد المختلف عليه، ولو مؤقتا، فلنعش ما هو متاح، ولنفرد لبقية الهموم والكوارث وقتها!
في القلب متسع لبحر زاخر من العواطف. قليلون هم الذين يجيدون استعمال هذا «العضو» العجيب، واستثمار مخزونه الرائع؛ لجعل مصاعب الحياة أكثر احتمالًا!
علمتني الحياة أنَّ أكبر مستودع على وجه الأرض، هو أنت، أيها الإنسان، فلدينا من احتياطي الطاقة والقوة والعاطفة، ما لا نعرف مقداره إلا عندما نحتاجه!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو